الله صلى الله عليه وسلم ومنها (ثانيا) قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اني تركت فيكم الثقلين، كتاب الله، وعترتي لا يفترقان حتى يراد على الحوض)، يقوم ذلك الخبر وزيادة، كما لا يخفى، كيف لا، وفاطمة (رضي الله عنها) سيدة تلك العترة.
ومنها (ثالثا) ان حديث (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على الطعام) معارض لقوله صلى الله عليه وسلم (فضلت خديجة على نساء أمتي، كما فضلت مريم على نساء العالمين)، بل إن هذا الحديث الا خبر أظهر في الأفضلية، وأكمل في المدح عند من انجاب عن عين بصيرته عين التعصب والتعسف، لان ذلك الخبر، وان كان ظاهرا من الأفضلية، ولكنه قيل، ولو على بعد، ان (أل) في النساء، فيه للعهد والمراد بها الأزواج الطاهرات الموجودات حين الاخبار، ولم يقل مثل ذلك في هذا الحديث (حديث فضل خديجة)، ومنها (رابعا) ان القول بان عائشة ستكون في الجنة مع زوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وان فاطمة ستكون مع زوجها الإمام علي، وفرق كبير بين مقام النبي صلى الله عليه وسلم وعلي، قساس مع الفارق يستدعي ان تكون سائر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من سائر الأنبياء والمرسلين، عليهم الصلاة والسلام، لان مقامهم بلا ريب، ليس كمقام صاحب المقام المحمود سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كانت الشركة في المنزل مستدعية للأفضلية لزم ذلك قطعا، وهذا ما لم يقل به أحد.
ومنها (خامسا) الأحاديث الشريفة المذكورة هنا في أول هذا البند من فضائل الزهراء (رقم 13) وانها سيدة نساء العالمين، وهي أحاديث تقول بلسان عربي مبين لمن لا يريد ان يتجاهل فضل الزهراء، ان فاطمة سيدة نساء العامين، وهناك حديث متفق عليه، عن عائشة نفسها، ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة: (الا ترضين ان تكوني سيدة نساء أهل الجنة أو نساء المؤمنين) (رواه البخاري ومسلم واحمد وابن سعد) ولم يأت لمريم ذكر، وهكذا فضلت فاطمة لأنها بضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يمكن ان يعدل مسلم ببضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحدا، ومنها (سادسا) انه لما أقسم أبو لبانة عندما ربط نفسه في المسجد الا يحله أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاءت فاطمة لتحله فأبى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (انما فاطمة بضعة مني) فحلته. ومنها (سابعا) قال