السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٧٣
وروي عن الإمام جعفر الصادق رضي الله عنه قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك الا الثقلين، كتاب الله عز وجل، وعترته أهل بيته، وكان قد أسر إلى فاطمة رضي الله عنها، انها لاحقة به، وانها أول أهل بيته لحوقا به، فقالت رضي الله عنها (بينما انا نائمة بعد وفاة أبي بأيام، إذ رأيت كان أبي رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أشرف علي، فلما رايته لم أملك نفسي ان ناديت: يا أبتاه، انقطع عنا خبر السماء فبينما انا كذلك إذ أتتني الملائكة صفوفا يقدمها ملكان حتى اخذا بي فصعدا بي إلى السماء، فرفعت رأسي، فإذا انا بقصور مشيدة وبساتين وأنهار، تطرد قصرا بعد قصر وبستانا بعد بستان، وإذا قد طلع علي من تلك القصور جوار كأنهن الدمى مستبشرات يضحكن إلي ويقلن: مرحبا بمن خلقت لها الجنة، وخلقنا نحن من اجل أبيها، ولم تزل الملائكة تصعد بي حتى أدخلوني إلى دار فيها قصور، وفي كل قصر بيوت فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وفيها من السندس والاستبرق، وعلى الأسرة الكثير منها، وعليها الا لحفة من الحرير والديباج بألوان شتى، ومن أواني الذهب والفضة ما يأخذ بالابصار، وعليها ألوان الطعام، وفي تلك الجنان نهرا شد بياضا من اللبن، وأحلى مذاقا من العسل، وأطيب رائحة من المسك، فقلت لمن هذه الدار، وما هذه الأنهار، فقالوا هذه الدار هي الفردوس الاعلى الذي ليس بعده جنة، وهي دار أبيك ومن معه من النبيين صلوات الله عليهم أجمعين، ومن أحب الله عز وجل من الشهداء والصديقين، وهذا هو نهر الكوثر الذي وعد الله تبارك وتعالى أباك صلى الله عليه وسلم ان يعطيه إياه، قلت: فأين أبي، قالوا: الساعة يدخل عليك، فبينما انا كذلك إذ برزت لي قصور أشد بياضا من تلك القصور، وفرش هي أحسن من تلك الفرش، وإذا انا بفرش مرتفعة على أسرة، وإذا أبي جالس على تلك الفرش ومعه جماعة، فأخذني وضمني وقبل ما بين عيني، وقال: مرحبا بابنتي، وأقعدني في حجره، ثم قال: يا حبيبتي، اما ترين ما أعد الله لك وما تقدمين عليه، وأراني قصورا مشرفات فيها ألوان الطرائف والحلي والحلل، وقال: هذا مسكنك ومسكن زوجك وولديك ومن أحبك وأحبهم، فطيبي نفسا، فإنك قادمة علي بعد أيام، قالت: فطار قلبي، واشتد شوقي، فانتهبت مرعوبة).
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172