السيدة فاطمة الزهراء (ع) - محمد بيومي - الصفحة ١٢٨
فامضى وقتا هناك، ثم خرج ووجهه الكريم يفيض بشرا، فقال قائل من الصحابة: يا رسول الله دخلت وأنت على حال، وخرجت ونحن نرى البشر في وجهك، فأجاب صلى الله عليه وسلم (ولم لا، وقد أصلحت بين أحب الناس إلي)، واخرج ابن سعد في الطبقات عن حبيب بن أبي ثابت قال: كان بين علي وفاطمة كلام، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالقى إليه مثالا فاضطجع عليه، فجاءت فاطمة فاضطجعت من جانب وجاء علي فاضطجع من جانب، فاخذ رسول الله بيد علي فوضعها على سرته، واخذ بيد فاطمة فوضعها على سرته، ولم يزل حتى أصلح بينهما، ثم خرج قال فقيل له: (دخلت وأنت على حال، وخرجت ونحن نري البشر في وجهك، فقال: وما يمنعني، وقد أصلحت بين أحب اثنين إلي)، واخرج ابن سعد في الطبقات عن عمرو ابن سعد قال: كان في علي شده على فاطمة فقالت: والله لأشكونك رسول الله فانطلقت وانطلق علي بأثرها فقام حيت يسمع كلامها فشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غلظ علي وشدته عليها، فقال: يا بنية اسمعي واستمعي واعقلي، انه لا امرأة بامرأة لا تأتي هوى زوجها، وهو ساكت، فقال علي: فكففت عما كنت اصنع وقلت والله لا آتي شيئا تكرهينه ابدا).
على أن هناك ساعات خلاف كانت جد شديدة، شكايات، لا شك انها انما كانت أكثر من شكاية بالنسبة للمرأة حتى وان كانت بنت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، ومن ثم فقد بلغ العتاب بين الزوجين ما يبلغه من خصومة بين زوجين وذلك حين نما إلى الزهراء ان الامام يهم بخطبة (جويرية بنت عمر وبن هشام بن المغيرة، المعروف بابي جهل، وفي حسبان الإمام علي انه يجري على مألوف عادة قومه في الجمع بين زوجتين وأكثر، ويفعل ما اباحه له الاسلام من تعدد الزوجات، بدون ان يخطر بباله ان هذا ما تنكره بنت نبي الاسلام، وربما كانت هذه الخطبة غضبة من غضبات الامام، على أنفة من أنفات الزهراء، أو لعلها نازعة من نوازع النفس البشرية لم يكن في الدين ما يأباها وان أباها العرف في حالة المودة والصفاء، ومن ناحية أخرى، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم حق علي في الزواج، ولكن الرسول في أبوته الرحيمة يؤذيه ان تروع أحب بناته بضرة، ويشفق عليها من تجربة قاسية
(١٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 إهداء 7
2 تقديم 9
3 القسم الأول أهل البيت الفصل الأول: أهل البيت 23
4 1 - الرأي الأول: هم أزواج النبي 24
5 2 - الرأي الثاني: هم من حرمت عليهم الصدقة من بني هاشم 27
6 3 - الرأي الثالث: هم النبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين 27
7 الفصل الثاني: فضائل أهل البيت 39
8 1 - في القرآن الكريم 39
9 2 - في الحديث الشريف 39
10 الفصل الثالث: من خصائص أهل البيت 53
11 1 - الصلاة على أهل البيت 53
12 2 - محبة أهل البيت 56
13 3 - طهارة أهل البيت 72
14 4 - تحريم الصدقة على أهل البيت 77
15 5 - حق أهل البيت في الغنائم 79
16 6 - الإمام الحجة من أهل البيت 81
17 7 - أهل البيت: أهل البلاء والاصطفاء 82
18 8 - المهدي المنتظر من أهل البيت 99
19 9 - حفظ ذرية النبي في أهل البيت 100
20 القسم الثاني السيدة فاطمة الزهراء الفصل الأول: في رحاب النبي 107
21 1 - مولد الزهراء 107
22 2 - أسماء الزهراء 108
23 3 - حياة الزهراء في مكة المكرمة 110
24 4 - حياة الزهراء في المدينة المنورة 111
25 5 - مشابهة الزهرا للنبي صلى الله عليه وسلم 113
26 الفصل الثاني: مع الامام علي 113
27 1 - زواج الزهراء من الامام علي 115
28 2 - بيت الزهراء 123
29 3 - حياة الزهراء الزوجية 125
30 4 - الزهراء ووفاة النبي 135
31 الفصل الثالث: موقف الزهراء من الخلافة وميراث الرسول 135
32 1 - الزهراء والخلافة 135
33 2 - الزهراء وميراث الرسول صلى الله عليه وسلم 138
34 الفصل الرابع: فضائل الزهراء 151
35 1 - في القرآن الكريم 151
36 2 - في الحديث الشريف 153
37 3 - وفاة الزهراء 172