الإمام جعفر الصادق (ع) - عبد الحليم الجندي - الصفحة ٣٧
العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم ولأجعلنهم رجلا واحدا) (1). وجرى قضاء الله بأن يطعن أبو لؤلؤة المجوسي عمر في المسجد فبعث عمر إلى قوم كانوا يجلسون بين منبر الرسول وقبره من يقول لهم: يقول لكم عمر أنشدكم الله. أكان ذلك عن رضا؟ فتلكأ قوم. فقال علي " وددنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا " - هكذا أصاب البعض الحصر. وواتت عليا الإجابة المواسية. وهي يقين عند عمر.
أوصى عمر أن تكون الخلافة لواحد من الستة الذين مات النبي وهو عنهم راض. ثم اختاره الله إلى جواره. واجتمع أصحاب الشورى وأدار المداولات عبد الرحمن بن عوف، مذ أعلن أنه لن يكون له في الخلافة أرب. واستجوب الناس حتى استيقن من تحقيقاته أن لكل من علي وعثمان مؤيدين في جماعة المسلمين - فرقى المنبر وجلس مجلس النبي وأخذ بيد علي وقال هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة رسوله وفعل أبى بكر وعمر؟
قال علي: اللهم لا. ولكني أحاول من ذلك جهدي وطاقتي.
فأرسل عبد الرحمن يده وقال: هلم إلى يا عثمان. فأخذ بيده وقال: هل

(1) ربما أوضح أن المال - بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم - لم يكن وسيلة للثراء وإنما كان حقا لهم يجئ من بيت المال، لينفقوه في وجوهه، ومساعدة المحتاجين، أن أم المؤمنين زينب بنت جحش تصدقت بالمال كله. وتمنت أن تموت قبل أن يحول الحول. فاستجاب لها ربها فكانت أسرع زوجات الرسول لحوقا به. وأن أم المؤمنين عائشة لم ترض أن تنماز عن أمهات المؤمنين. وأن أموالهن كانت تجرى إلى المسلمين.
وروى الطبراني وأبو نعيم عن خزيمة بن أوس قال: قدمت على النبي يوم تبوك فسمعته يقول هذه الحيرة قد رفعت إلى. وإنكم ستفتحونها. وهذه الشيماء بنت فضيل الأزدي على بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود - فقلت يا رسول الله. إن نحن دخلنا الحيرة فوجدناها على هذه الصفة فهي لي؟
فقال عليه الصلاة والسلام (هي لك). فأقبلنا مع خالد نريد الحيرة فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء على بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود فتعلقت بها وقلت: هذه وهبها رسول الله لي.
فطلب منى خالد البينة. فأتيته بها. فسلمها لي. ونزل إلينا أخوها عبد المسيح فقال لي أتبيعنيها؟
قلت. نعم. قال احتكم. قلت لا أبيعها بأقل من ألف درهم. فدفعها. فقيل لي لو قلت مائة ألف لدفعها! قلت: لا أحسب مالا أكثر من ألف درهم.
قال الطبراني: وبلغني أن البينة كانت محمد بن مسلمة و عبد الله بن عمر.
(٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 32 33 34 35 36 37 38 39 41 42 43 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تقديم 3
2 الباب الأول ظهور الإسلام 11
3 ظهور الإسلام 13
4 الفصل الأول: أخو النبي صلى الله عليه و سلم 15
5 الفصل الثاني: أبو الشهداء 39
6 ريحانة النبي في كربلاء 51
7 الباب الثاني بين السلطان و الامام 65
8 الفصل الأول: بين السلطان و الامام 69
9 أهل البيت 71
10 بين أبناء على و بنى العباس 78
11 الفصل الثاني: الرجلان 95
12 الباب الثالث امام المسلمين 113
13 الفصل الأول: في المدينة المنورة 117
14 أهل المدينة 127
15 زين العابدين 134
16 الباقر 140
17 الفصل الثاني: امام المسلمين 145
18 مجالس العلم 153
19 التلاميذ الأئمة 158
20 كل العلوم 165
21 مع القرآن 172
22 مع أهل الكوفة و أبي حنيفة 178
23 المذهب الجعفري 185
24 الباب الرابع المدرسة الكبرى 193
25 الفصل الأول: المدرسة الكبرى 197
26 المصحف الخاص أو كتاب الأصول 199
27 مصحف فاطمة 200
28 التدوين 200
29 مشيخة العلماء 210
30 التلاميذ من الشيعة 217
31 الفصل الثاني الدرس الكبير 229
32 السنة 238
33 الإمامة 246
34 أمور خلافية في الفقه 259
35 الباب الخامس المنهج العلمي 275
36 الفصل الأول التجربة و الاستخلاص 279
37 الفصل الثاني في السياسة و الاجتماع 309
38 في الدولة و قواعدها 312
39 المجتمع الجعفري 325
40 في المجتمع و دعائمه 331
41 الاخوة 334
42 المرأة 338
43 العلم 339
44 الدعاء 341
45 الفصل الثالث المنهج الاقتصادي 343
46 العمل 347
47 المضطرب بما له و المترفق بيده 349
48 المال 357
49 العبادة و النفاق المال 358
50 كنز المال 364
51 الباب السادس في الرفيق الاعلى 367
52 عدالة السماء 375