كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد أن يخر من راحلته، فقلت: يا ابن رسول الله ولا بد أن تقول؟ فقال: يا ابن أبي عامر فكيف أجسر أن أقول لبيك وأخشى أن يقول الله عز وجل لا لبيك ولا سعديك؟
(سابعها) الكرم والسخاء - في حلية الأولياء بسنده عن الهياج بن بسطام: كان جعفر بن محمد (ع) يطعم حتى لا يبقى لعياله شئ. وفي مطالب السؤول: كان (ع) يقول لا يتم المعروف إلا بثلاثة: تعجيله، وتصغيره، وستره. ويأتي نظيره في حكمه وآدابه.
(ثامنها) كثرة الصدقة - روى الكليني في الكافي بسنده عن هشام ابن سالم قال: كان أبو عبد الله (ع) إذا اعتم وذهب من الليل شطره أخذ جرابا فيه خبز ولحم ودراهم، فحمله على عنقه ثم ذهب به إلى أهل الحاجة من أهل المدينة فقسمه فيهم ولا يعرفونه، فلما مضى أبو عبد الله عليه السلام فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان أبا عبد الله عليه السلام.
ويأتي برواية أخرى في حكمه وآدابه.
(تاسعها) أن عنده مواريث الأنبياء - قد مر في الأمر الأول قوله عليه السلام: إن عندنا الجفر الأحمر وهو وعاء فيه سلاح رسول الله (ص) وأن عندنا الجفر الأبيض وهو وعاء فيه توراة موسى وإنجيل عيسى وزبور داود، وكتب الله الأولى. وقال المفيد في الإرشاد: روى أبو حمزة الثمالي عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام سمعته يقول: ألواح موسى عليه السلام عندنا، وعصا موسى (ع) عندنا، ونحن ورثة النبيين.
قال: وروى معاوية بن وهب عن سعيد السمان قال كنت عند أبي