ينابيع المودة لذوي القربى - القندوزي - ج ١ - الصفحة ٤٣٣
المنادى عن عند العرش (1): نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك على.
ألا وإني أبشرك يا علي انك تدعى إذا دعيت وتكسى (2) إذا كسيت، وتحيا إذا حييت.
[2] أخرج موفق بن أحمد الخوارزمي باسناده عن إبراهيم النخعي: عن علقمة.

(١) في المصدر: " ثم ينادى من تحت العرش ".
(٢) في المصدر: " أبشر يا علي انك تكسى إذا كسيت وتدعى.. ".
[٢] المناقب للخوارزمي: 299 حديث 296. ولفظه في المصدر وهكذا.
وبهذا الاسناد عن أبي سعد هذا، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد الحمدوني بقراءتي عليه - سنة ست وثمانين وثلاث مائة - حدثني أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان بن عبد الرحمن بن المرزبان الجلاب، حدثني أبو بكر محمد بن إبراهيم السوسي البصري - نزيل حلب - حدثنا عثمان بن عبد الله القرشي الشامي بالبصرة قدم علينا، حدثنا يوسف بن أسباط، عن محل الضبي، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة عن أبي ذر رضي الله عنه قال: لما كان أول يوم من البيعة لعثمان (ليقضى الله أمرا كان مفعولا ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) فاجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد ونظرت إلى أبى محمد عبد الرحمن ابن عوف وقد اعتجر بريطة وقد اختلفوا إذا جاء أبو الحسن بأبي هو أمي قال فلما بصروا بأبي الحسن علي بن أبي طالب عليه السلام، سر القوم طرا فأنشأ علي وهو يقول: أحسن ما ابتداء به المبتدئون ونطق به الناطقون، وتفوه به القائلون حمد الله والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد وآله الحمد لله المتفرد بدوام البقاء، المتوجد بالملك الذي، له الفخر والمجد والثناء. خضعت له الالهة بجلاله ووجلت القلوب من مخافته فلا عدل له ولا ند، ولا يشبه أحد من خلقه، ونشهد له بما شهد به لنفسه أولو العلم من خلقه. ان لا إله الله ليس له صفة تنال، ولا حد تضرب له الأمثال، المدر صوب الغمام ببنات نطاف ومتهطل الرباب بوابل الطل، فرش الفيافي والآكام بشقيق الدمن وأنيق الزهر وأنواع النبات المبجس بثق العيون الغزار من صم الأطواد يبعث الزلال حياة للطير والهوام والوحش وسائر الانعام والأنام فسبحان من يدان لدينه ولا يدان لغيره دينه دين، وسبحان الذي ليس لصفته نعمت موجود ولا حد محدود ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم عبده المرتضى ونبيه المصطفى ورسوله المجتبى أرسله الله إلينا كافة والناس أهل عبادة الأوثان وجموع الضلالة يسفكون دمائهم ويقتلون أولادهم ويخيفون سبلهم، عيشهم الظلم وأمنهم الخوف وعزهم الذل مع عنجهية عمياء وحمية حتى استنقذنا الله بمحمد صلى الله واله وسلم من الضلالة وهدانا بمحمد من الجهالة، وانتاشنا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم من الهلكة، ونحن معاشر العرب أضيق العرب معاشا، وأخشنهم رياشا، جل طعامنا الهبيد وجل لباسنا الوبر والجلود مع عبادة الأوثان والنيران، فهدانا الله بحمد الله إلى صالح الأديان وأنقذنا من عبادة الأوثان بعد أن مكنه الله من شعلة النور، فأضاء لحمد الله صلى الله عليه وآله وسلم مشارق الأرض ومغاربها، فقبضه الله إليه فإنا لله وإنا إليه راجعون، فما اجل رزيته وأعظم مصيبته، فالمؤمنون فيه طرا مصيبتهم واحدة.
ثم قال على: ناشدتكم الله تعالى هل تعلمون معاشر المهاجرين والأنصار ان جبرئيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي؟ هل تعلمون كان هذا؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن جبرئيل نزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد ان الله يأمرك أن تحب عليا وتحب من يحبه فان الله تعالى يحب عليا؟ قالوا: اللهم نعم، قال: فأنشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: لما أسرى بي إلى السماء السابعة رفعت إلى رفارف من نور ثم رفعت إلى حجب من نور، فوعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم: الجبار لا إله إلا الله أشياء فلما رجع من عنده نادى مناد من وراء الحجب، نعم الأب أبوك إبراهيم، ونعم الأخ أخوك على واستوص به، أتعلمون معاشر المهاجرين والأنصار كان هذا؟
فقال أبو محمد من بينهم يعنى عبد الرحمن بن عوف - سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإلا فصمتا ثم قال:
هل تعلمون ان أحدا كان يدخل المسجد غيري جنبا؟ قالوا: اللهم لا قال: فأنشدكم الله هل تعلمون أن أبواب المسجد سدها وترك بابي؟ قالوا: اللهم نعم، قال: هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ قالوا اللهم نعم قال: فأنشدكم الله هل تعلمون ان رسول الله أخذ الحسن والحسين فجعل رسول الله يقول: هي يا حسن فقالت فاطمة:
يا رسول الله ان الحسين أصغر وأضعف ركنا منه، فقال لها رسول الله، ألا ترضين أن أقول أنا هي يا حسن ويقول جبرئيل هي يا حسين، فهل لخلق منكم مثل هذه المنزلة؟ نحن صابرون ليقضى الله في هذه البيعة أمرا كان مفعولا.
قال رضي الله عنه: يقال اعرابي فيه عنجهية، أي جفا وكبر، والهبيد، حب الحنظل وقال أبو عبيد: النظل نفسه والسخينة: التي ارتفعت عن الحساء وثقلت أن تحصى وقال ابن دريد: مثل الحريرة دقيق يليك بشحم، المعدية تقرب من ذلك، ولعلها سميت بذلك لغلظتها وصلابتها من قولهم تمعددوا: تشبهوا بمعد في خشونة المطعم والملبس وتصلبوا ولذلك قيل: تمعدد الصبي أي: غلظ وذهبت عنه رطوبة الصبيان.
(٤٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 427 428 429 431 432 433 434 435 437 438 439 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة المحقق 7
2 الكتاب وعملنا فيه 13
3 التعريف بالمؤلف 17
4 شكر وتقدير 21
5 خطبة الكتاب 23
6 المقدمة: في أن التصلية والتسليمة على الآل والأصحاب ثابت في كتاب الله وقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقول الأصحاب الكرام 33
7 الباب الأول: في سبق نور رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم 45
8 الباب الثاني: في شرف آباء النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونهم خير فرق، وخير قبيلة، وخير قرون، وفي طهارة نسبه، وطهارة أهل بيته، ومدح العباس وحديث جابر 51
9 الباب الثالث: في بيان أن دوام الدنيا بدوام أهل بيته: وبيان انهم سبب لنزول المطر والنعمة وبيان فضائلهم 71
10 الباب الرابع: في حديث سفينة نوح وباب حطة بني إسرائيل وحديث الثقلين وحديث يوم الغدير 93
11 فصل: حديث الثقلين وحديث الغدير 95
12 فصل: استشهاد علي الناس في حديث يوم الغدير 106
13 الباب الخامس: في بيان تطهير الله (عز وجل) نبيه مع أهل بيته صلى الله عليه وآله وسلم عن أوساخ الناس 127
14 الباب السابع: في بيان أن عليا (كرم الله وجهه) كنفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحديث علي مني وأنا منه 165
15 الباب الثامن: في حديث الطير المشوي 175
16 الباب التاسع: في أحاديث المواخاة 177
17 الباب العاشر: في حديث النجوى في الطائف 183
18 الباب الحادي عشر: في حديث خاصف النعل 185
19 الباب الثاني عشر: في سبق إسلام علي (كرم الله وجهه) 189
20 الباب الثالث عشر: في رسوخ إيمان أمير المؤمنين علي عليه السلام وقوة توكله 199
21 الباب الرابع عشر: في غزارة علمه عليه السلام 205
22 الباب الخامس عشر: في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام وجعله وصيا 233
23 الباب السادس عشر: في سد أبواب المسجد إلا باب علي 257
24 الباب الثامن عشر: في تبليغ علي عليه السلام أهل مكة بعض آيات سورة البراءة 261
25 الباب التاسع عشر: في اختصاصه بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وكونه سيد العرب وأن النظر إلى علي عبادة 265
26 الباب العشرون: في كونه مع القرآن وبعض فضائله 269
27 الباب الحادي والعشرون: في تفسير قوله تعالى (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) وتفسير (الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار...) 273
28 الباب الثاني والعشرون: في تفسير قوله تعالى (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام) وقوله تعالى (وإن تظاهرتا عليه فان هو مولاه وجبريل وصالح المؤمنين) وقوله سبحانه (يوفون بالنذر) 277
29 الباب الثالث والعشرون: في تفسير قوله تعالى (وكفى الله المؤمنين القتال) وقوله سبحانه (هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين) وقوله (عز وجل) (أفمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه) وقوله تعالى (رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه 281
30 الباب الرابع والعشرون: في تفسير قوله تعالى (الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب) وتفسير (فتلقى آدم من ربه كلمات) 287
31 الباب الخامس والعشرون: في تفسير قوله تعالى (من جاء بالحسنة فله خير منها) 291
32 الباب السادس والعشرون: في تفسير هذه الآيات الثلاثة: وهي قوله تعالى (فاما نذهبن بك فانا منهم منتقون أو نرينك الذي وعدناهم فانا عليهم مقتدرون) وقول الله (عز وجل) (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) وقوله تعالى (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) 293
33 الباب السابع والعشرون: في تفسير قوله تعالى (إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة) 299
34 الباب الثامن والعشرون: في تفسير هاتين الآيتين (فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون وفي تفسير قوله تعالى (فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين) وتفسير (وأذان من الله ورسوله) 301
35 الباب التاسع والعشرون: في تفسير قوله تعالى (وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم) 303
36 الباب الثلاثون: في تفسير قوله تعالى (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) 305
37 الباب الحادي والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) 311
38 الباب الثاني والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) 315
39 الباب الثالث والثلاثون: في تفسير آية التطهير وحديث الكساء 319
40 الباب الرابع والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم) 325
41 الباب الخامس والثلاثون: في قوله تعالى (وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون) 327
42 الباب السادس والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) 329
43 الباب السابع والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى) وفي تفسير قوله تعالى (وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله) وتفسير (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان) وتفسير (لتسئلن يومئذ عن النعيم) وتفسير (وقفوهم إنهم مسؤولون) وفي تفسير (وإن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) وفي تفسير (وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم) 331
44 الباب الثامن والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وبعض مناشدات علي عليه السلام 341
45 الباب التاسع والثلاثون: في تفسير قوله تعالى (وجعلها كلمة باقية في عقبة لعلهم يرجعون) وتفسير (يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره) وتفسير (ونزعنا ما في صدورهم من غل اخوانا على سرر متقابلين) وتفسير (مرج البحرين يلتقيان بينهما برزخ لا يبغيان) وتفسير (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا) وتفسير (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا) وتفسير (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وتفسير (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) وتفسير (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) وتفسير (وتعيها أذن واعية) وتفسير (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) 353
46 الباب الأربعون: في كون علي شبيها بالأنبياء، وكون فضائله كثيرة لا تحصى 363
47 الباب الحادي والأربعون: في حديث " حق علي على المسلمين حق الوالد على ولده " 369
48 الباب الثاني والأربعون: في بيان الصديقين الثلاثة، وبيان أن عليا (كرم الله وجهه) إمام سبعين ألفا من الذين يدخلون الجنة بغير حساب، وبيان حديث: " من يحبك يا علي يختم الله له بالأمن والايمان ". وبيان أن حبه حسنة وبغضه سيئة. وأمر الله بحبه و " عنوان صحيفة المؤمن حب علي " و " لو اجتمع الناس على حبه لما خلق الله النار " و " مثله كمثل قل هو الله أحد ". وأنه نزل فيه أكثر فيه أكثر من ثلاثمائة آية، ونزل ربع القرآن في أهل البيت، وحديث اشتياق الجنة 373
49 الباب الثالث والأربعون: في الأحاديث الواردة في سعادة من أحب عليا و " من أحب أن يتمسك بالقضيب الأحمر "، وحديث " لن يخرجوكم من باب الهدى إلى الردى " وحديث " الفئة الباغية " 379
50 الباب الرابع والأربعون: في حديث " لحمك لحمي ودمك دمي ". وحديث " لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي لقلت فيك مقالا "، وحديث " طوبى "، وحديث كون علي صاحب الحوض، وحديث " طوبى لمن أحبك "، وحديث " أول من أحبه حملة العرش "، وحديث " إن عليا راية الهدى " 389
51 الباب الخامس والأربعون: في الأحاديث الواردة على ابتلاء علي عليه السلام 401
52 الباب السادس والأربعون: في حديث النخل الصيحاني، وحديث السفرجلة، وحديث ورقة الآس، وحديث الأترجة واللوزة 409
53 الباب السابع والأربعون: في رد الشمس بعد غروبها 415
54 الباب الثامن والأربعون: في إصعاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم عليا على سطح الكعبة 421
55 الباب التاسع والأربعون: في تكلم الشمس عليا (كرم الله وجهه)، وحديث البساط، وحديث السطل والماء والمنديل 425
56 الباب الخمسون: في حديث: " نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي " وفي الأحاديث المذكورة في الشورى 431
57 الباب الحادي والخمسون: في بيان علو همه علي وزهده في الدنيا 437
58 الباب الثاني والخمسون: في إيراد رسالة أبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ البصري المعتزلي الذي كان من العلماء المحققين ومن الأعيان المتقدمين صاحب كتاب " البيان والتبيين " 457