رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نكح امرأة من كندة ولم يجامعها، فتزوجت بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ففرق عمر بينهما، وضرب زوجها، فقالت: اتق الله، يا عمر إن كنت من أمهات المؤمنين، فاضرب علي الحجاب، وأعطني مثل ما أعطيتهن، قال: أما هنالك فلا، قالت: فدعني أنكح، قال: لا، ولا نعمة! ولا أطمع في ذلك أحد (1).
وروى ابن أبي خيثمة، والإمام أحمد عن ابن أسيد - رضي الله تعالى عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى انتهينا إلى حائط يقال له الشوط فجئنا حتى انتهينا إلى حائطين جلسنا بينهما، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: اجلسوا هاهنا ودخل هو فأتى بالجونية، فأنزلت في بيت أميمة بنت النعمام، ومعها دايتها حاضنة لها، فلما دخل عليها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
هيئي نفسك لي، قالت: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت: أعوذ بالله منك! قال: عذت بمعاذ، ثم خرج علينا فقال: يا أبا أسيد، اكسها رازقين، وألحقها بأهلها. رواه البخاري تعليقا (2).
وروي عن عروة عن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت: إن عمرة بنت الجون تعوذت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين أدخلت عليه، قالت: إني أعوذ بالله منك، فقال: لقد عذت بمعاذ، فطلقها، وأمر أسامة أو النساء بثلاثة أثواب وأوقية، وقيل: إنه بلغه أن بها بياضا، فطلقها ولم يدخل بها.
وروى البخاري وأبو داود عنها أن ابنة الجون لما دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودنا منها قالت: أعوذ بالله منك! فقال: " لقد عذت بعظيم، الحقي بأهلك ".
الثالثة: أسماء بنت الصلت جزم بها الحافظ مغلطاي في الإشارة. وقال في الزهد وذكر الحاكم في الإكليل أنه تزوجها ولم يدخل بها، وقال الحافظ قطب الدين الحلبي في - المورد العذب -: ذكرها أحمد بن صالح من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - قال القطب: وذكرها الحاكم، وقال: من بني حرام، بحاء مهملة مفتوحة فراء، من بني سليم، بضم السين المهملة وفتح اللام وسكون التحتية، لم يدخل بها، وقال الحافظ أبو الفضل بن حجر في القسم الرابع في - الإصابة - فيمن ذكر في الصحابة غلطا، انفرد قتادة بتسميتها أسماء وإنما اسمها سنا بنت أسماء، قلت: وفي ذلك نظر!
قال قتادة: وذكر أسماء وسنا كما رواه ابن عساكر عنه، وتابع قتادة الحافظ أحمد بن صالح المصري، وناهيك به اتفاق على الأولى.