طوبى لنفس أدت إلى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في ليلها غمضها حتى إذا غلب الكرى عليها افترشت أرضها وتوسدت كفها في معشر أسهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم (1) وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفار ربهم ذنوبهم [أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون.
فاتق الله يا بن حنيف ولتكفك أقراصك ليكون من النار خلاصك] (2).
وقال كرم الله وجهه من خطبة خطبها (3):
الحمد لله أحمده وأستعينه وأؤمن به وأتوكل عليه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليزيح به علتكم ويوقظ [به] غفلتكم.
واعلموا [عباد الله] أنكم ميتون ومبعوثون من بعد الموت وموقوفون على أعمالكم ومجزيون بها فلا تغرنكم الحياة الدنيا فإنها دار بالبلاء محفوفة وبالفناء معروفة وبالغدر