[ف] الله الله عباد الله [ف] إن الدنيا ماضية بكم على سنن وأنتم والساعة في قرن وكأنها قد جاءت بأشراطها وأزفت بأفراطها ووقفت بكم على صراطها (1) وأشرفت بزلازلها وأناخت بكلاكلها وانصرمت بأهلها وأخرجتهم من حضنها (2) وصار جديدها رثا وسمينها غثا في موقف ضنك المقام وأمور مشتبهة عظام (3) ونار شديد كلبها عال لجبها ساطع لهبها (4) متغيظ زفيرها متأجج سعيرها بعيد خمودها ذاك وقودها مخوف وعيدها شديد وقودها؟ عميق قرارها مظلمة أقطارها (5)!!
فارعوا عبا الله ما برعايته يفوز فائزكم وبإضاعته يخسر مبطلكم وبادروا آجالكم بأعمالكم فإنكم مرتهنون فيها بما أسلفتم ومدينون بما قدمتم وكأن قد نزل بكم المخوف فلا رجعة تنالون ولا عثرة تقالون (6).
وقال رضي الله عنه في خطبة يصف فيها المنافقين:
نحمد الله على [ما وفق له من الطاعة وذاد عنه من المعصية، ونسأله لمنته تماما وبحبله اعتصاما ونشهد أن] محمدا رسول الله عبده ورسوله (7) خاض إلى رضوان الله كل غمرة وتجرع فيه كل غصة وقد تلون له الأدنون وتألب عليه الأقصون وخلعت [إليه] العرب أعنتها وشرعت أسنتها وضربت إلى محاربته بطون رواحلها حتى أنزلت بساحته عدوانها من بعد الدار وسحق المزار (8).