أعناقهم قبل أن يعلم (1) أحد منهم بموت معاوية، لأنهم إن علموا بموت معاوية (2) وثب كل واحد منهم بناحيته وأظهر الخلاف ودعا إلى نفسه، ورأيي أن ابن عمر لا يحب القتال ولا يحب ان يولي (3) شيئا من أمور الدنيا بالقتال إلا أن يدفع عليه هذا الأمر عفوا، فأرسل إلى الحسين وإلى ابن الزبير لاغير (4).
فأرسل الوليد إلى الحسين وإلى ابن الزبير غلاما حدثا (5) من شيعته (6) يدعوهما إلى الحضور إليه، وكانا جالسين في المسجد، فأتاهما في ساعة متأخرة لم يكن الوليد يجلس فيها لأحد (7) فقال: أجيبا (8) الأمير، فقالا له: انصرف، الآن نأته. ثم أخذا يتشاوران، فقال [عبد الله] ابن الزبير للحسين (عليه السلام): ما تراه بعث إلينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها إلا لأمر قد حدث (9)؟ فقال الحسين: نعم، أظن أن طاغيتهم قد هلك فبعث إلينا ليأخذنا