فاطمة إن الله تعالى أطلع إلى (1) الأرض إطلاعة على خلقه فاختار منهم أباك فبعثه نبيا (2)، ثم أطلع ثانية فاختار منهم بعلك فأوحى إلى أن انكحه فاطمة فأنكحته إياك (3) واتخذته وصيا. أما علمت أنك بكرامة الله تعالى إياك زوجك أغزرهم علما وأكثرهم حلما وأقدمهم سلما (4)؟ فاستبشرت، فأراد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يزيدها من مزيد الخير الذي قسمه الله تعالى لمحمد (صلى الله عليه وآله). قال: فقال لها: يا فاطمة ولعلي ثمانية أضراس يعنى مناقب: إيمان بالله ورسوله وحكمته وزوجته وسبطاه الحسن والحسين وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر.
يا فاطمة إنا أهل بيت أعطينا ست (5) خصال لم يعطها أحد من الأولين ولا يدركها أحد من الآخرين غيرنا، فنبينا خير الأنبياء [وهو أبوك]، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك [حمزة]، ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك، ومنا مهدي [هذه] الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم. ثم ضرب على منكب الحسين (عليه السلام) وقال: من هذا مهدي هذه الأمة. هكذا أخرجه الدار قطني صاحب الجرح والتعديل (6).