الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٩٣
ارتضوه، وبذل جعفر على ذلك مالا جليلا لولي الأمر فلم يتفق له ولم يجتمع عليه اثنان (1).
ذهب كثير من الشيعة إلى أن أبا محمد الحسن مات مسموما (2) وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة الذين من قبلهم، خرجوا كلهم تغمدهم الله برحمته من الدنيا على الشهادة، واستدلوا على ذلك مما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ما منا إلا مقتول أو شهيد (3).
مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة على أنه السري (4) ابن السري، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري، واعلم إن بيعت (5) مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري، واحد زمانه من غير مدافع، ويسبح (6) وحده من غير منازع، وسيد أهل عصره، وإمام أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، وإن انتظموا عقدا كان مكانه الواسطة الفريدة، فارس العلوم الذي لا تجاري، ومبين غوامضها فلا يحاول ولا يماري، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدث في سره

(١) انظر الإرشاد للمفيد: ٢ / ٣٣٦ - ٣٣٧، و: ٣٢٥ ط آخر مع إختلاف يسير في بعض الألفاظ. وانظر أيضا بحار الأنوار: ٥٠ / ٣٣٤، المناقب لابن شهرآشوب: ٤ / ٤٢٢، كمال الدين للشيخ الصدوق: ٢ / ٤٠٨، مروج الذهب للمسعودي: ٤ / ١٩٩، الإحتجاج للطبرسي: ٢ / ٢٧٩، دلائل الإمامة للطبري: ٢٢٣.
(٢) تقدمت استخراجاته.
(٣) انظر إعلام الورى: ٣٤٩، اعتقادات الشيخ الصدوق: ٩٩، البحار: ٥٠ / ٣٣٥ و ٣٣٨، و: ٤٩ / ٢٨٥، المصباح للكفعمي: ٥١٠، جيب السير: ٢ / ٩٨، عيون أخبار الرضا: ٢ / ٢٠٠ - ٢٠٢، الغيبة للطوسي:
٢٣٨، إثبات الهداة: ٣ / ٧٥٧. وخالف الشيخ المفيد (رحمه الله) سائر علماء الشيعة في هذه المسألة وتردد بالقول بقتل أكثر الأئمة بالسم على يد طواغيت زمانهم... انظر أوائل المقالات: ٢٣٨.
(4) السري: صاحب المروءة والشرف.
(5) في (أ): أنه يبعث.
(6) في (ب): نسيج.
(١٠٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1088 1089 1090 1091 1092 1093 1094 1095 1096 1097 1100 ... » »»
الفهرست