ارتضوه، وبذل جعفر على ذلك مالا جليلا لولي الأمر فلم يتفق له ولم يجتمع عليه اثنان (1).
ذهب كثير من الشيعة إلى أن أبا محمد الحسن مات مسموما (2) وكذلك أبوه وجده وجميع الأئمة الذين من قبلهم، خرجوا كلهم تغمدهم الله برحمته من الدنيا على الشهادة، واستدلوا على ذلك مما روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: ما منا إلا مقتول أو شهيد (3).
مناقب سيدنا أبي محمد الحسن العسكري دالة على أنه السري (4) ابن السري، فلا يشك في إمامته أحد ولا يمتري، واعلم إن بيعت (5) مكرمة فسواه بايعها وهو المشتري، واحد زمانه من غير مدافع، ويسبح (6) وحده من غير منازع، وسيد أهل عصره، وإمام أهل دهره، أقواله سديدة، وأفعاله حميدة، وإذا كانت أفاضل زمانه قصيدة فهو في بيت القصيدة، وإن انتظموا عقدا كان مكانه الواسطة الفريدة، فارس العلوم الذي لا تجاري، ومبين غوامضها فلا يحاول ولا يماري، كاشف الحقائق بنظره الصائب، مظهر الدقائق بفكره الثاقب، المحدث في سره