الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٩٠
فيه أبوه بدارهما من سر من رأى وله يومئذ من العمر ثمان وعشرون سنة (1). وكانت مدة إمامته ست سنين (2) كانت في بقية ملك المعتز ابن المتوكل، ثم ملك المهتدي ابن
(١) انظر الإرشاد للمفيد: ٢ / ٣١٣، و: ٣٣٦ ط آخر، الكافي: ١ / ٥٠٣ ولكن في مروج الذهب:
٤ / ١٩٩، والبحار: ٥٠ / ٣٣٦ قبض... وهو ابن تسع وعشرين وهو أبو المهدي المنتظر... وانظر تاريخ أهل البيت (عليهم السلام): ٨٧ و ١٩٩ بلفظ " وكان عمره تسعا وعشرين سنة منها بعد أبيه خمس سنين وثمانية أشهر وثلاثة عشر يوما " عن ابن الخشاب.
(٢) في (ب): سنتين.
تنبيه: لا يخفى أن مدة إمامة الإمام العسكري (عليه السلام) ست سنوات كما ذكرت المصادر التاريخية والتي أشرنا إليها سابقا عند استشهادالإمام الهادي (عليه السلام) والتي كانت سنة (٢٥٤ ه) وقبل قليل ذكرنا أن استشهادالإمام العسكري (عليه السلام) سنة (٢٦٠ ه) باتفاق المؤرخين وأشرنا إلى المصادر التاريخية فكيف يعقل أن تكون مدة إمامته سنتين كما ورد في نسخة (ب)؟
اللهم إلا إذا كان المقصود بأن مدة إمامته في زمن المعتز وهي بقية ملكه وهذا هو الصحيح منه خلال عبارته لا كما تصورها البعض. والدليل على ذلك أيضا أن الإمام العسكري (عليه السلام) عاصر ثلاثة من خلفاء بني العباس، وهم المعتز والمهتدي والمعتمد، فالمعتز كما ذكرنا سابقا بويع له بسر من رأى يوم الخميس لسبع خلون من المحرم سنة (٢٥٢ ه) كما في البداية والنهاية: ١١ / ١٠ و ١١ واليعقوبي في تاريخه:
٢ / ٥٠٠. وأضاف ابن كثير في ص ١٦ " ولثلاث بقين من رجب من هذه السنة - ٢٥٥ ه - خلع الخليفة المعتز بالله... " وخلال هذه الفترة الزمنية واصل المعتز بالله السير على خط أسلافه في تعاملهم مع الإمام الهادي والإمام العسكري (عليهما السلام) تحت الرقابة الشديدة، ولذا نرى قصة سجن الإمام (عليه السلام) أوردها الكليني في الكافي: ١ / ٥١٢ وكذلك في الإرشاد للمفيد: ٢ / ٣٣٤، و: ٣٤٢ ط آخر، وكشف الغمة: ٢ / ٢٠٦ وغيرهم من المصادر التي أشرنا إليها سابقا.
أما المهتدي بالله فقد كانت بيعته يوم الأربعاء لليلة بقيت من رجب في سنة (٢٥٥ ه) كما يذكر ابن كثير في البداية والنهاية: ١١ / ٢٣ وابن الأثير في الكامل في التاريخ: ٧ / ٣٣٣. وهذا الخليفة الذي مجدت الأقلام المأجورة بحقه وجعلته من أحسن الخلفاء مذهبا وورعا وزهادة كما يقول ابن كثير وغيره هو على خلاف الحقيقة، فقد كان المهتدي بالله متزهدا لا زاهدا... وكان أكثر حسدا وحقدا من غيره على أهل البيت (عليهم السلام) وهو الذي بدأ بقتل الموالي وقال مقولته المشهورة: والله لأجلينهم عن جديد الأرض. انظر الكافي: ١ / ٥١٠ ح ١٦.
وقتل المهتدي يوم الثلاثاء لأربع عشرة ليلة بقيت من رجب سنة (٢٥٦ ه). وفي نفس اليوم الذي قتل فيه المهتدي بويع المعتمد العباسي بالخلافة وكان عمره خمسا وعشرين. ذكر ذلك المسعودي في مروج الذهب: ٤ / ١٩٨، واليعقوبي في تاريخه: ٢ / ٥٠٧، وابن الأثيرالكامل في التاريخ: ٧ / 233.