الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ١٠٨٩
وكشف عن وجهه وعرضه على بني هاشم من العلوية والعباسية وعلى القضاة والكتاب والمعدلين فقال: هذا أبو محمد العسكري مات حتف أنفه على فراشه، وحضره من خدام أمير المؤمنين فلان وفلان. ثم غطى وجهه وصلى عليه وكبر عليه خمسا وأمر بحمله ودفنه (1).
وكانت وفاة أبي محمد الحسن بن علي بسر من رأى في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين للهجرة (2)، ودفن في البيت الذي دفن

(١) البحار: ٥٠ / ٣٢٨ بلفظ " وأضاف أحمد بن عبيد الله قائلا: فلما... " وفي كمال الدين: ٢ / ٤٧٥، وينابيع المودة: ٤٦١ في حديث طويل عن أبي الأديان خادم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وحامل كتبه إلى الأمصار... ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك، فقم وصل عليه. فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن علي قتيل المعتصم المعروف بسلمة.
فلما صرنا في الدار، إذا نحن بالحسن بن علي (عليه السلام) على نعشه مكفنا، فتقدم جعفر ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط، بأسنانه تفليج، فجذب رداء جعفر وقال: يا عم، أنا أحق بالصلاة على أبي (عليه السلام) فتأخر جعفر، وقد اربد وجهه واصفر، فتقدم الصبي فصلى عليه (عليه السلام).
وروى المجلسي في البحار: ٥٢ / ٥ عن أحمد بن عبد الله الهاشمي من ولد العباس قال: حضرت دار أبي محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) بسر من رأى يوم توفي وأخرجت جنازته ووضعت، ونحن تسعة وثلاثون رجلا قعود ننتظر، حتى خرج علينا غلام عشاري، حاف عليه رداء قد تقنع به، فلما أن خرج قمنا هيبة له من غير أن نعرفه، فتقدم وقام الناس فاصطفوا خلفه، فصلى عليه ومشى، فدخل بيتا غير الذي خرج منه.
وقال الشيخ الصدوق في كمال الدين: ١ / ٤٣: ولم تمض لحظات من ارتحال الإمام العسكري (عليه السلام) إلا وحاصروا الدار من قبل المعتمد وأحاطوها، وأخذوا يفتشون حجر البيت وزواياه.... وفي ج ٢ ص ٤٧٦ منه ذكر أن الذي أخبر المعتمد بخبر الصبي حتى يقيم عليه الحجة هو جعفر ولذلك وجه المعتمد خدمه فقبضوا على صقيل الجارية فطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلا بها، لتغطي حال الصبي، فسلمت إلى أبي الشوارب القاضي، وبغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، وخرج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم.
(٢) اتفق أكثر أهل التاريخ والسير على أن سنة انتقال الإمام العسكري إلى جوار ربه هي سنة (٢٦٠ ه‍) ولكنهم اختلفوا في شهر الوفاة ويومها. فالذي عليه المصنف (رحمهم الله) والبغدادي في تاريخه: ٧ / ٣٦٦، والإرشاد: ٢ / ٣٣٦، وابن طولون في الأئمة الاثنا عشر: ١١٣، والكفعمي في المصباح: ٥١٠، والطبرسي في إعلام الورى: ٣٤٩، والشهيد الأول في الدروس: ١٥٤ هو يوم الجمعة لثمان ليال خلون من شهر ربيع الأول.
وقيل في اليوم الأول من شهر ربيع الأول كما في البحار: ٥٠ / ٣٣٥، وكذلك في المصباح للكفعمي:
510 في رواية أخرى.
وقيل في اليوم الثامن من شهر جمادى الأولى كما في وفيات الأعيان: 2 / 94، والأئمة الاثني عشر: 113 في رواية أخرى.
وقيل في شهر ربيع الثاني كما في إثبات الوصية للمسعودي: 248 والمنتظم: 5 / 22.
وقيل في اليوم السادس من شهر ربيع الأول كما في مرآة الجنان: 2 / 172.
والمشهور هو الرأي الأول كما صرح به الشيخ المفيد في الإرشاد حيث قال: مرض أبو محمد الحسن (عليه السلام) في أول شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين، ومات يوم الجمعة لثمان خلون من هذا الشهر.
أما الذي ذكر بأن سنة وفاته (عليه السلام) هي (260 ه‍) كما ذكرنا سابقا فمصادر كثيره منها على سبيل المثال لا الحصر: مرآة الجنان: 2 / 172، اللباب: 2 / 340، كفاية الطالب: 458، إثبات الوصية للمسعودي:
248، تذكرة الخواص: 324، شذرات الذهب لابن العمار: 2 / 141، العبر في اخبار من غبر:
1 / 273، الأنوار النعمانية: 1 / 384، المنتظم: 5 / 22، حبيب السير لخواند مير: 2 / 98 هذا بالإضافة إلى المصادر السابقة.
(١٠٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 1084 1085 1086 1087 1088 1089 1090 1091 1092 1093 1094 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369