الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ٢ - الصفحة ٨٦٩
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم ينمي (1) إلى ذروة العز التي (2) قصرت * عن نيلها عرب الإسلام والعجم يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم يغضي حياء ويغضي من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم بكفه (3) خيزران ريحه عبق * من كف أروع في عرنينه شمم ينشق نور الهدى من (4) نور غرته * كالشمس تنجاب (5) عن إشراقها الظلم (6)

(١) في (ب): يرقى.
(٢) في (ج): المجد الذي.
(٣) في (أ): في كفه.
(٤) في (د): عن.
(٥) في (ج): ينجاب.
(٦) هذه القصة وجدتها في بعض النسخ بياضا قبل ذكر القصيدة، وفي القصيدة التي أنشدها الفرزدق قد جاءت بنصها مع تقديم وتأخير في بعض الأبيات، وسبق وأن أسردنا القصة كاملة عند ما التقى الفرزدق بالإمام الحسين (عليه السلام) وعالجنا قول القائل بأن القصيدة قيلت هنالك فقط وكذلك التشكيك الذي صدر من أبي الفرج الإصفهاني صاحب كتاب الأغاني: ٢١ / ٣٧٦، و: ١٤ / ٧٥ في نسب هذه القصيدة إلى الفرزدق لأنها تميزت بالخلود على طول التاريخ ولأنها كانت ثورة على الباطل ونصرة للحق، وقد كمت الأفواه واخرست الألسن مما تعد هذه القصيدة ضربة سياسية للحكم الأموي، ولذا علق البستاني صاحب دائرة المعارف: ٩ / ٣٥٦ حيث قال: وقالوا: كفى بالفرزدق أن يكون قال هذه القصيدة حتى يدخل الجنة.
وقال صاحب أنوار الربيع: ٤ / ٣٥ بعد كلام طويل: ولا شك أن الله سبحانه أيده في مقالها وسدده حال ارتجالها. وعلق الشيخ محمد أبو زهرة في كتابه الإمام زيد: ٢٨ - ٢٩ بقوله: وانا لا نرى ذلك الشك سائغا أو يتفق مع المنهاج السليم في دراسة الروايات للأسباب التالية... وذكر منها تضافر الروايات كلها على نسبتها للفرزدق، وعدم محاولة الاصفهاني الطعن في الرواية بتكذيب رواتها....
وهذا صاحب كتاب المجمل في تاريخ الأدب العربي: ٢٦٨ ط بغداد عام ١٣٤٧ فإنه أراد أن يطمس الحقيقة حيث قال والذي يدور على الألسنة أن السبب في حبس هشام إياه قصيدة قالها في مدح علي بن الحسين وعرض فيها بهشام إذ قال:
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم والتحقيق أن هذه القصيدة محمولة عليه وليست منه في ورد ولا صدر وقائلها إنما هو الحزين الكناني من فحول شعراء الأمويين قالها في عبد الله بن عبد الملك بن مروان، ومن الناس من يرويها لغيره أيضا، إذا فدعوى أن الفرزدق علوي المذهب في سياسته باطلة....
وقد ناقش السيد العلامة المحقق المقرم (رحمه الله) هذه الشبهة في مجلة العرفان عدد ٢٢ سنة ١٣٥٠: ٣ / ٣٧٤ و ٥ / ٦٥١ باب المناظرة تحت عنوان " الوجدان يحاكم مخالفيه " ثم نشر القصيدة ومصادرها في هامش كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ٣٠٣، والكواكب السماوية:
٢٠ من المقدمة.
وانظر قول ابن خلكان في الوفيات واليافعي في مرآة الجنان: ١ / ٢٣٩، والدميري في حياة الحيوان بمادة " الأسد ": ١ / ١١، وقول ابن العماد في شذرات الذهب: ١ / ١٤٢، والبداية والنهاية لابن كثير:
٩ / ١٠٩، وشرح شواهد المغني للسيوطي: ٢٥٠ ط مصر، وشرح لامية العجم للصفدي: ٢ / ١٦٢ وأمالي السيد المرتضى: ١ / ٤٧ و ٤٨، ومروج الذهب للمسعودي: ٢ / ١٩٥.
وانظر قول جرجي زيدان في آداب اللغة العربية: ١ / ٢٤٧ " لم يكن مداح بني أمية لأنه يتشيع لعلي وولده (عليهم السلام) " وصاحب تاريخ التمدن الإسلامي: ٣ / ١٠٠ حيث يقول " كان الفرزدق متشيعا في الباطن لبني هاشم ". وانظر تاريخ الأدب العربي لأحمد حسن الزيات: ١٦٠، طبقات الشافعية الكبرى: ١ / ١٥٣، حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني: ٣ / ١٣٩، الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني: ١٩ / ٤٠، رجال الكشي: ٨٦، الصواعق المحرقة: ١١٩، الاتحاف بحب الأشراف للشبراوي: ٥١، دائرة المعارف لفريد وجدي: ٧ / ١٦٦، نور الأبصار للشبلنجي: ١٢٨، روضة الواعظين للفتال: ١٧١، روضات الجنات: ٥٢٠، كفاية الطالب للكنجي: ٣٠٦، و: ٤٥١ و ٤٥٢ ط آخر، زهر الآداب للحصري على هامش العقد الفريد: ١ / ٦٨، المناقب لابن شهرآشوب: ٢ / ٢٦٥، الاختصاص للشيخ المفيد: 191.
وانظر تذكرة الخواص: 185، تاريخ الملوك للقرماني: 110، ينابيع المودة: 379، مطالب السؤول:
79، شرح الحماسة للتبريزي: 4 / 167 ط سنة 1358، نهاية الإرب: 21 / 327 - 331، و: 3 / 107 - 109 ط أسوة، زهر الآداب: 1 / 103، سرح العيون لابن نباتة: 390، تاريخ دمشق: 36 / 161، الإرشاد للشيخ المفيد: 2 / 150 - 151، ديوان الفرزدق: 2 / 178 ط بيروت، البحار: 46 / 121 ح 13.
ومن المعلوم أن الإصفهاني لم ينكر القصيدة كلها بل أنكر البيتين " في كفه خيزران " و " يغضي حياء " فإنهما عنده للحزين الكناني في عبد الله بن عبد الملك مدعيا بأن العصا يحملها الملوك والجبابرة والإمام السجاد (عليه السلام) منزه عن ذلك، لكن فاته أن النبي (عليه السلام) ندب إلى حمل العصا في السفر والإمام السجاد (عليه السلام) اتبع سنة جده (صلى الله عليه وآله) وهي التي علقها (عليه السلام) عند السفر على ناقته ولم يضربها مدة حياته (عليه السلام) كما أشرنا إليها سابقا، ثم إن الحزين لم يكن من مداح بني هاشم بل اختص مدحه بالأمويين. كما أن بعض المؤرخين أثبتها بتمامها حسبما صحت لديه روايتها فأنهاها البعض إلى (41) بيتا وقال آخر (30) وقال ثالث (29) ورابع (27) وخامس (28) وسادس (39) وقيل (20) و (21) و (23) و (24) و (25) و (26) كما عند المصنف (رحمه الله) وقيل (16) وقيل (8) و (9) و (10) ومن أراد التحقيق في عدد أبياتها فليراجع المصادر السابقة.
(٨٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 864 865 866 867 868 869 871 872 873 874 875 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 الفصل الثاني: في ذكر الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 685
2 فصل: في نسبه، وكنيته، ولقبه، وصفاته الحسنة 692
3 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من رسول الله (صلى الله عليه وآله) 697
4 فصل: في علمه (عليه السلام) 702
5 فصل: في عبادته وزهادته (عليه السلام) 705
6 فصل: في جوده وكرمه (عليه السلام) 707
7 فصل: في شيء من كلامه (عليه السلام) 710
8 فصل: في ذكر طرف من أخباره (عليه السلام) ومدة خلافته 713
9 فصل: في ذكر وفاته ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 734
10 فصل: في ذكر أولاده (عليه السلام) 742
11 الفصل الثالث: في ذكر الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام) 753
12 فصل: في ذكر نسبه وكنيته ولقبه (عليه السلام) 755
13 فصل: فيما ورد في حقه (عليه السلام) من جهة النبي (صلى الله عليه وآله) 756
14 فصل: في علمه وشجاعته وشرف نفسه وسيادته (عليه السلام) 763
15 فصل: في ذكر كرمه وجوده (عليه السلام) 767
16 فصل: في ذكر شيء من محاسن كلامه وبديع نظامه (عليه السلام) 770
17 فصل: في ذكر مخرجه (عليه السلام) إلى العراق 776
18 فصل: في ذكر مصرعه ومدة عمره وإمامته (عليه السلام) 809
19 ذكر من قتل من أصحاب الحسين (عليه السلام) ومن أهل بيته ومواليه 842
20 فصل: في ذكر أولاده الكرام عليه وعليهم أفضل السلام 851
21 الفصل الرابع: في ذكر علي بن الحسين (عليهما السلام) 853
22 الفصل الخامس: في ذكر أبي جعفر محمد بن علي (عليهم السلام) 877
23 الفصل السادس: في ذكر أبي عبد الله جعفر الصادق (عليه السلام) 907
24 الفصل السابع: في ذكر أبي الحسن موسى الكاظم (عليه السلام) 931
25 الفصل الثامن: في ذكر أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) 965
26 ذكر ولاية العهد من المأمون لعلي بن موسى الرضا (عليه السلام) 1005
27 الفصل التاسع: في ذكر أبي جعفر محمد الجواد بن علي الرضا (عليهما السلام) 1033
28 الفصل العاشر: في ذكر أبي الحسن علي المعروف بالعسكري (عليه السلام) 1061
29 الفصل الحادي عشر: في ذكر أبي محمد الحسن الخالص بن علي العسكري (عليه السلام) 1077
30 الفصل الثاني عشر: في ذكر أبي القاسم محمد 1095
31 علامات قيام القائم ومدة أيام ظهوره (عليه السلام) 1123
32 الفهارس 1137
33 فهرس الآيات 1139
34 فهرس الأحاديث الشريفة 1157
35 فهرس الأسماء و الكنى و الألقاب 1205
36 فهرس المذاهب والفرق 1323
37 فهرس الجماعات والقبائل والأقوام 1327
38 فهرس الأماكن والبلدان 1335
39 فهرس الحوادث والغزوات والحروب والوقائع 1349
40 فهرس الأشعار 1353
41 فهرس المنابع والمآخذ 1369