الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٠٥
وسميته ب‍ " الفصول المهمة في معرفة الأئمة " رضوان الله عليهم أجمعين، أجبت في ذلك سؤال الأعزة من الأصحاب والخلص من الأحباب (1)، بعد أن جعلت ذلك لي عند الله ذخيرة ورجاء في التكفير (2) لما أسلفته من جريرة واقترفته من صغيرة أو كبيرة، وذلك لما اشتمل عليه هذا الكتاب في ذكر مناقب أهل البيت الشهيرة ومآثرهم الأثيرة، ولرب ذي بصيرة قاصرة وعين من إدراك الحقايق حاسرة يتأمل ما ألفته ويتعرض (3) ما جمعته ولخصته، فحمله (4) طرفه المريض وقلبه المهيض إلى أن ينسبني في ذلك إلى الترفض (5).

(١) في (أ): الأخيار.
(٢) في (أ): التفكير.
(٣) وفي (ج): يستعرض.
(٤) وفي (د): فيحمله.
(٥) الأمة الإسلامية أمة واحدة وإن تعددت مذاهبها، تجتمع حول عقيدة واحدة، ولكن لا أدري لماذا هذا المزج بين الحق والباطل بمجرد تقديم أو مدح أو إطراء لأهل البيت ينسب صاحب عقيدة التوحيد إلى الترفض وهو اللغز الذي يطلق على الشيعة المتمسكين بولاء أهل البيت (عليهم السلام) وحبهم والانحياز لهم استنادا إلى أحاديث نبوية وردت عنه (صلى الله عليه وآله) وتحث على حب آل البيت والسير على هداهم، ولم يكن يطلق هذا اللفظ إلا على طائفة من الصحابة كانت شديدة الاتصال بعلي (عليه السلام) كعمار وسلمان و المقداد. أما انحراف مرضي في التفكير والتعقل يدخل في باب الهوس الديني فنحن لسنا بصدد مناقشته ولسنا مدافعين عن صاحب هذا الكتاب وغيره كالإمام الشافعي عند ما يتهم بالترفض. ولكن نقول: تبا لتلك العصبية الجاهلية فإنها الداء الوبيل الذي يجعل الكبار والفحول الأبطال أقزاما صغارا. ونتمثل بقول السيد العلامة الشهير والمصلح الكبير - الذي هو أحد رواد التقريب - الأميني (رحمه الله) حينما يقول في رده على السبكي:
لا تتبع كل من أبدى تعصبه * لرأيه نصرة منه لمذهبه بالرفض يرمى ولي الطهر حيدرة * وذاك يعرب عن أقصى تنصبه كن دائما لدليل الحق متبعا * لا للذي قاله الآباء وانتبه إن السباب سلاح العاجزين وبالبر * هان - إن كان - يبدو كل مشتبه والشتم لا يلحق المشتوم تبعته * لكنه عائد في وجه صاحبه (أعيان الشيعة: ٥ / 398) ومع شديد الأسف نرى كيف يطلق خصوم الشيعة لفظ " الرافضة " عليهم من أجل الاستهانه بهم وتحقيرهم، وذلك كما قلنا بسبب ولائهم لأهل البيت واعتقادهم بإمامتهم، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل أن من يوالي عليا وأهل بيته ويتمسك بهم يعتبر رافضيا؟ فإذا كان كذلك فهو نعم الاسم لأنهم بيت النبوة، ونحن كما قال الإمام جعفر بن محمد (عليه السلام) إن سبعين رجلا من عسكر فرعون رفضوا فرعون فآتوا موسى (عليه السلام) فلم يكن في قوم موسى أحد أشد اجتهادا وأشد حبا لهارون منهم، فسماهم قوم موسى الرافضة، فأوحى الله تعالى إلى موسى (عليه السلام) أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني نحلتهم، وذلك اسم قد نحلكموه الله (سفينة البحار: 3 / 384). فنحن أيضا نتمسك بهارون محمد (صلى الله عليه وآله) وهو علي (عليه السلام) كما قال له (صلى الله عليه وآله): أنت مني يمنزله هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي.
ومن أعجب العجائب أن طائفة بل طوائف من المسلمين يعدون أنفسهم من أمة محمد (صلى الله عليه وآله) يرمون ويتهمون ويشتمون ويسبون طائفة أخرى أيضا من المسلمين بالضلال والكفر دون روية وتفكير ودون وازع ديني أو ضمير إنساني.
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 98 101 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649