الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٩٩
تداعيا إلى الحكومة فرضي علي وأهل الكوفة بأبي موسى الأشعري، ورضي معاوية وأهل الشام بعمرو بن العاص، وعلى أن الحكمين يجتمعان بدومة الجندل بأن ينظرا للمسلمين ويتفقان على حالة واحدة ورأي واحد ويختارا أمرا يكون فيه مصلحة للمسلمين وائتلاف الفريقين ومهادنة بين الفئتين، انتهى.
ولما دخل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الكوفة لم يدخل الخوارج معه وأتوا حرورا (1) فنزلوا بها وهم اثنا عشر ألفا (2)، ونادى مناديهم: إن أمير القتال شبث بن ربعي التميمي (3)، وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء اليشكري (4)، والأمر

(١) تقدمت الإشارة إليها.
(٢) انظر مروج الذهب: ٢ / ٤٠٥، الكامل في التاريخ لابن الأثير: ٣ / ٣٢٦، الفتوح لابن أعثم: ٢ / ٢٤٨، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٩، تاريخ الطبري: ٤ / ٤٦، و: ٦ / ٣٥ ط أخرى.
(٣) تقدمت ترجمته.
(٤) هو عبد الله بن عمرو من بني يشكر وكان ناسبا، عالما كبيرا، وفيه يقول مسكين الدارمي:
هلم إلى بني الكواء تقضوا * بحكمهم بأنساب الرجال وقيل لأبيه: الكواء لأنه كوي في الجاهلية، وهو زعيم المحكمة الأولى أو المحكمية وهي أول فرقه من الخوارج وهو زعيمهم، وكان دينهم تكفير علي وعثمان، وأصحاب الجمل والمحكمين، وانهم جوزوا أن تكون الإمامة في غير قريش. وقيل: إن أميرهم للقتال شبث بن ربعي، وأمير الصلاة عبد الله بن الكواء، والأمر شورى والبيعة لله والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر. (انظر المعارف لابن قتيبة: ٥٣٤، معجم البلدان: ٢١٤، الملل والنحل: ١ / ١٠٦، تاريخ الطبري: ٦ / ٣٥، و: ٤ / ٤٦ ط أخرى، الفتوح لابن أعثم: ٢ / ٢٥١، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٣٠، الكامل للمبرد: ٥٩٥، الطبقات لابن سعد:
٥ / ١٨٢ مروج الذهب: ٢ / ٤٠٥، الكامل لابن الأثير: ٣ / ٣٢٦، المعيار والموازنة: ١٨٧، كشف اليقين: ١٦٢).
وورد في شرح النهج للعلامة الخوئي: ٤ / ١٢٣ عن أنس بن عياض المدني عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده (عليه السلام) أن عليا كان يوما يؤم الناس وهو يجهر بالقراءة فجهر ابن الكواء من خلفه (ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين) فلما جهر ابن الكواء من خلفه بها سكت علي (عليه السلام) فلما أنهاها ابن الكواء أعاد علي (عليه السلام) فأتم قراءته، فلما شرع علي (عليه السلام) في القراءة أعاد ابن الكواء الجهر بتلك الآية فسكت علي (عليه السلام) فلم يزالا كذلك يسكت هذا ويقرأ هذا مرارا حتى قرأ علي (عليه السلام) (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون) فسكت ابن الكواء وعاد علي (عليه السلام) إلى قراءته. نعوذ بالله من حماقة هؤلاء القوم، ومن جرأتهم على أمير المؤمنين وخليفة وصي رسول الله وابن عمه وصهره وحجة الله على أرضه. وذكر في كشف اليقين: ١٦٣ وغيره أن ابن الكواء بعد محاججة الإمام علي (عليه السلام) في قصة أخرى رجع هو وأصحابه العشرة عن دين الخوارج، وبعد ذلك أمروا الخوارج عليهم عبد الله بن وهب الراسبي وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية وعسكروا بالنهروان...
وسنأتي على تفصيل الكلام إن شاء الله تعالى. وذكر ذلك في الفتوح: ٢ / ٢٥٢ و ٢٥٩، والإمامة والسياسة: ١ / ٩٨ و ٩٩ و ١٢٧ و ١٤٩ و ١٥٠، وتاريخ دمشق: ٧ / ٢٩٧، والاشتقاق لابن دريد: ٣٤٠، وبحار الأنوار: ٨ / 600.
(٤٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 493 494 495 496 498 499 500 501 503 504 505 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649