أحوالا (1)، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا (2). ووقف عليهما وقال: السلام عليكم يا أهل الديار الموحشة، والمحال المقفرة من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات، أنتم لنا سلف (3) ونحن لكم تبع وبكم عما قليل لاحقون، اللهم اغفر لنا ولهم وتجاوز بعفوك عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عن الله عز وجل (4).
ثم أقبل حتى حاذى سكة الثوريين (5) فسمع البكاء فقال: ما هذه الأصوات؟
فقيل: البكاء على قتلى صفين (6)، فقال (عليه السلام): أما إني أشهد لمن قتل منهم صابرا محتسبا بالشهادة. ثم مر بالفائشيين (7) فسمع مثل ذلك، ثم مر بالشباميين (8) فسمع مثل ذلك وسمع معه رجة (9) شديدة (10) فوقف فخرج إليه حرب بن شرحبيل الشبامي (11) فقال له أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام): ما هذا! تغلبكم نساؤكم؟