الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٥٠١
عبد الله بن عباس رحبوا به وأكرموه (1). وقالوا: ما الذي جاء (2) بك يا ابن عباس؟
قال: جئتكم من عند خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله) (3) وابن عمه (4) وأعلمنا بربه وسنة نبيه محمد (صلى الله عليه وآله) (5)، فقالوا: يا ابن عباس إنا أذنبنا ذنبا عظيما حين حكمنا الرجال في دين

(١) انظر خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ١٥٠ - ١٥٢ ح ١٨٥، دلائل النبوة: ٤ / ١٤٧، المناقب للخوارزمي: ١٩٢ ح ٢٣١، الكامل في التاريخ: ٢ / ٢٠٤، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٣٢، و: ١٠ / ٢٥٨، الارشاد للشيخ المفيد: ٦٣، مجمع البيان: ٥ / ١١٩، المصنف لعبد الرزاق: ١٠ / ١٥٧ - ١٦٠ ح ٨١٦٧٨، جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر: ٢ / ١٠٣، الحاكم في المستدرك: ٢ / ١٥٠، مناقب ابن المغازلي: ٤٠٦ ح ٤٦٠.
(٢) في (أ): ما جاء.
(٣) في (د): من المهاجرين والأنصار.
(٤) في (ب): وابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصهره.
(٥) وردت مناظرة ابن عباس (رضي الله عنه) مع الحرورية بألفاظ مختلفة وفي مصادر متعددة، ولكن لكثرة المصادر واختلاف الألفاظ التي تؤدي نفس المعنى فنحن نذكر المصادر أولا بشكل إجمالي ثم بعد ذلك نشير إلى الفقرات التي أوردها المصنف (رحمه الله): تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنفي: ٩٥، مروج الذهب: ٢ / ٤٠٤، شرح النهج للعلامة الخوئي: ٤ / ١٢٦، تاريخ الطبري: ٤ / ٥٢ وما بعدها، الكامل لابن الأثير: ٣ / ٣٣٤، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ١٥٠ - ١٥٢ ح ١٨٥، دلائل النبوة: ٤ / ١٤٧، المناقب للخوارزمي:
١٩٢ ح ٢٣١، الكامل في التاريخ: ٢ / ٢٠٤، شرح النهج لابن أبي الحديد: ٢ / ٢٣٢، و: ١٠ / ٢٥٨.
وانظر قريب من هذا خطبة الإمام علي (عليه السلام) معهم في الارشاد للشيخ المفيد: ٦٣، مجمع البيان:
٥ / ١١٩، المصنف لعبد الرزاق: ١٠ / ١٥٧ - ١٦٠ ح ١٨٦٧٨، جامع بيان العلم وفضله لابن عبد البر:
٢ / ١٠٣، الحاكم في المستدرك: ٢ / ١٥٠، مناقب ابن المغازلي: ٤٠٦ ح ٤٦٠، البداية والنهاية:
٧
/ ٢٨٧، الأغاني: ٥ / ٩، كتاب السنة: ٢ / ٥٩٩.
وانظر ترجمة الصحابة الذين شهدوا النهروان مع علي (عليه السلام): أسد الغابة: ١ / ٣٨٥، و: ٢ / ٣٥١ و ٣٧١ و ٣٧٥، و: ٣ / ١٥٠ و ٣٥٤، و: ٤ / ١٠٠ و ٢١٥، و: ٥ / ١٢٢ و ١٤٣ و ٢٧٤، أنساب الأشراف:
٢
/ ٣٦٢ و ٣٦٨ و ٣٧١ و ٣٧٥.
وراجع تاريخ اليعقوبي: ٢ / 167 ط الغري، تلبيس إبليس لابن الجوزي: 91 مع اختلاف في اللفظ، وذكره اليافعي في مرآة الجنان: 1 / 114، المعرفة والتاريخ لأبي يوسف البسوي: 1 / 522، البدء والتاريخ للمقدسي: 5 / 223.
وهنا نذكر ما جاء به الحافظ عبد الرزاق الصنعاني في مصنفه: 1 / 157 ح 18678: عن عكرمة بن عمار قال: حدثنا أبو زميل الحنفي قال: حدثنا عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) قال: لما إعتزلت الحروراء فكانوا في دار على حدتهم، فقلت لعلي: يا أمير المؤمنين أبرد عن الصلاة لعلي آتي هؤلاء القوم فأكلمهم، قال:
إنى أتخوفهم عليك، قلت: كلا إن شاء الله تعالى، قال: فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية.
قال: ثم دخلت عليهم وهم قائمون في نحر الظهيرة.
قال: فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد اجتهادا منهم، أيديهم كأنها ثفن الإبل، ووجوههم معلمة من آثار السجود. قال: فدخلت، فقالوا: مرحبا بك يا ابن عباس ما جاء بك؟ قلت: جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عليهم نزل الوحي، وهم أعلم بتأويله، فقال بعضهم: لا تحدثوه، وقال بعضهم:
والله لنحدثنه. قال: قلت: أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وختنه وأول من آمن به وأصحاب رسول الله معه؟ قالوا: ننقم عليه ثلاثا. قال: قلت: وما هن؟ قالوا: أولهن أنه حكم الرجال في دين الله، وقد قال الله: (إن الحكم إلا لله). قال: قلت: وماذا؟ قالوا: وقاتل ولم يسب ولم يغنم، لئن كانوا كفارا لقد حلت له أموالهم، ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم. قال: قلت: وماذا؟ قالوا محا نفسه من أمير المؤمنين، فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قلت: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم وحدثتكم من سنة نبيه (صلى الله عليه وآله) ما لا تنكرون اترجعون؟ قالوا: نعم. قال: قلت: أما قولكم: حكم الرجال في دين الله، فإن الله تعالى يقول (يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد وأنتم حرم - إلى قوله: - يحكم بهى ذوا عدل منكم). وقال في المرأة وزوجها:
(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلهآ)، أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم وإصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟ قالوا: اللهم بل في حقن دمائهم وإصلاح ذات بينهم، قال: أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: وأما قولكم: إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسبون أمكم عائشة؟ أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها؟ فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها ليست أم المؤمنين فقد كفرتم وخرجتم من الإسلام، إن الله يقول: (النبى أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) فأنتم مترددون بين ضلالتين، فاختاروا أيتهما شئتم، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. قال: وأما قولكم: محا نفسه من أمير المؤمنين، فان رسول الله (صلى الله عليه وآله) دعا قريشا يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم كتابا فقال: اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله، فقال: والله إني لرسول الله حقا وإن كذبتموني، اكتب يا علي محمد بن عبد الله. فرسول الله (صلى الله عليه وآله) كان أفضل من علي (رض)، أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم. فرجع منهم عشرون ألفا وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا. (وانظر المحاورة أيضا في الفتوح لابن أعثم: 2 / 249 لتجد فيها الاختلاف في اللفظ واضح جدا).
(٥٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 498 499 500 501 503 504 505 506 507 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649