الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٩٣
من هذه الأمة فكرهت ذلك، وأشفقت أيضا على هذين أن يهلكا على أثرهما; وأيم الله إن لقيتهم (1) بعد يومي هذا لألقينهم وهم معي في معسكر (2).
ثم حرك دابته ومضى وإذا على جنبه قبور ستة أو سبعة (3) فقال علي (عليه السلام): لمن هذه القبور؟ فقالوا (4): يا أمير المؤمنين الخباب بن الأرت بعد مخرجك أوصى إن مات أن يدفن ظاهر البلد (5). وكان الناس قبل ذلك يدفنون موتاهم في دورهم وأفنيتهم، وكان أول من دفن بظاهر الكوفة هو ودفن الناس إلى جنبه (6)، فقال علي (عليه السلام): رحم الله خبابا، فلقد أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه (7)

(١) في (أ): لقيتم.
(٢) في (ب): وليس هما معي في معسكر ولا دار. (انظر المصدر السابق، وقعة صفين: ٥٣٠).
(٣) تاريخ الطبري: ٤ / ٤٤، لكن في وقعة صفين: ٥٣٠ قال: بقبور سبعة أو ثمانية.
(٤) المصدر السابق، وقعة صفين: ٥٣٠ ولكنه ذكر القائل وهو قدامة بن عجلان الأزدي.
(٥) المصدر السابق، وقعة صفين: ٥٣٠ لكن فيه: توفي بعد مخرجك فأوصى أن يدفن في الظهر - وهو ما ظهر من الأرض أي ما غلظ وارتفع -.
وخباب هذا هو ابن الأرت بن جندلة بن سعد بن خزيمة بن كعب، أبو عبد الله، كان من السابقين الأولين، ومن المستضعفين، قيل: إنه أسلم سادس ستة وعذب عذابا شديدا لأجل ذلك، روى الطبراني من طريق زيد بن وهب، قال: لما رجع علي من صفين مر بقبر خباب، فقال: رحم الله خبابا، أسلم راغبا، وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا، ولن يضيع الله أجره. شهد خباب بدرا وما بعدها، ونزل الكوفة ومات بها سنة (٣٧ ه‍) وهو من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، وكان قد أصابه سباء، فبيع بمكة فاشترته أم أنمار بنت سباع الخزاعية من حلفاء بني زهرة فأعتقته - ويقال: بل أم خباب، وأم سباع ابن عبد العزى الخزاعي، وكان ألكن إذا تكلم بالعربية فسمي الأرت، وروي عن خباب أنه قال: قد أوقد المشركون لي نارا ثم سلقوني فيها، ثم وضع رجل رجله على صدري، فما أتيت الأرض إلا بظهري، ثم كشف عن ظهره فإذا هو قد برص. وللمزيد من معرفة حياته (رحمه الله) انظر الإصابة: ١ / ٤١٦، المعارف: ٣١٦، أنساب الأشراف: ١ / ١٧٥ - ١٨٠، قاموس الرجال:
٤
/ ١٥٤ ١٥٨، الخصال: ١ / 312.
(6) في (ج): جانبه.
(7) في (ب): جسده.
(٤٩٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 488 489 490 491 492 493 494 495 496 498 499 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649