ألا تنهونهن عن هذه الفعال (1)؟ فقال: يا أمير المؤمنين، لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا أو أربعا قدرنا على ذلك ولكن قتل من هذا الحي وحده مائة وثمانون قتيل (2) فليس دارا إلا وفيها البكاء، وأما نحن معشر (3) الرجال فإنا لا نبكي ولكن نفرح لهم بالشهادة (4)، فقال علي (عليه السلام): رحم الله قتلاكم، وغفر لموتاكم (5).
وأقبل حرب يمشي وعلي (عليه السلام) راكب فقال له: ارجع، وأمسك دابته عن السير، فقال: بل أمشي بين يديك يا أمير المؤمنين، فقال: بل ارجع فإن مشي مثلك مع مثلي فتنة للموالي ومذلة للمؤمنين (6). ثم مضى فلم يزل يذكر الله تعالى حتى دخل الكوفة (7).
قال ابن خيثمة: وفي أوائل سنة سبع وثلاثين سار معاوية من الشام وكان قد دعا لنفسه وعلي بن أبي طالب (عليه السلام) من العراق فالتقيا بصفين الفرات (8). فقتل من أصحاب علي (عليه السلام)