الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ٤٨٧
فلا، امح اسم الإمرة، فقال الأحنف بن قيس لأمير المؤمنين: لا تمحها ولو (1) قتل الناس بعضهم بعضا فإني أتخوف إن محوتها لا ترجع إليك أبدا (2)، فأبى ذلك علي مليا من النهار ثم إن الأشعث بن قيس كلمه في ذلك فمحاه، وقال علي (عليه السلام): الله أكبر سنة بسنة (3)، والله إني لكاتب رسول الله يوم الحديبية فكتب: محمد رسول الله، فقال المشركون: لست برسول الله ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فأمرني رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمحيه، فقلت: لا أستطيع، قال: فأرنيه فأريته إياه فمحاه بيده وقال: إنك ستدعى إلى مثلها فتجيب، قال عمرو: سبحان الله أنشبه الكفار ونحن مؤمنون (4)؟!
فقال: اكتبوا: هذا ما تقاضى (5) عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان.
قاضى علي على أهل الكوفة ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين (6)، وقاضى معاوية على أهل الشام ومن معهم (7) إنا ننزل عند حكم الله وكتابه، وأن لا يكون بيننا غيره، وأن كتاب الله تعالى بيننا من فاتحته إلى خاتمته نحيا ما أحيا ونميت ما أمات (8).
فما وجد الحكمان [ذلك] في كتاب الله تعالى اتبعناه وهما أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص عملا به وما لم يجدا في كتاب الله تعالى فالسنة العادلة الجامعة غير المفرقة، وأخذ الحكمان من علي ومعاوية وجنديهما عهودا ومواثيق أنهما آمنان على أنفسهما

(١) في (أ): وإلا.
(٢) انظر المصادر السابقة باختلاف يسير في اللفظ كما أوضحناه في الهامش السابق، وانظر دلائل النبوة للبيهقي: ٤ / ١٠٥، وابن أبي الحديد في شرح النهج: ٢ / ٢٣٢.
(٣) في (أ): سنته بسنته، وفي تاريخ الطبري كما أثبتناه بإضافة: ومثل بمثل.
(٤) انظر المصادر السابقة.
(٥) في (أ): ما تراضى.
(٦) في (أ): ومن معهم (بدل) ومن كان معه...
(٧) في (ب، د): ومن كان معه من شيعته من المؤمنين والمسلمين.
(٨) في (د، ج): نحيا ما أحيا القرآن ونميت ما أمات القرآن.
(٤٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 481 482 483 484 485 487 488 489 490 491 492 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649