شعثكم، ويجمع كلمتكم ويصلح بكم ما يريد هؤلاء القوم فساده (1).
فبينما هم كذلك على قصدهم التوجه إلى الشام إذ أتاهم الخبر عن طلحة والزبير وعائشة أنهم على الخلاف (2) وأنهم قد سخطوا من فعله (3) وهم يريدون الخروج إلى البصرة، وكان سبب ذلك أن طلحة والزبير لما قدما من المدينة إلى مكة وجدا عائشة فقالت لهما: ما وراءكما؟ قالا: إنا تحملنا هربا من المدينة من غوفاء [و] أعراب وفارقنا قوما (4) حيارى لا يعرفون حقا ولا ينكرون باطلا ولا يمنعون أنفسهم، فقالت: انهضوا (5) إلى هذه الغوغاء. فقالوا: كيف يكون؟ فقالت: أو نأتي الشام؟ فقال ابن عامر (6) - وكان قد أتى من البصرة إلى مكة بعد مقتل عثمان: لا حاجة لكم في الشام فقد كفاكم معاوية، ولكن نأتي البصرة فإن لي بها صنايع ولي بها المال ولأهل البصرة في طلحة هوى وهو الأوفق بنا والأليق.
فاستقام رأيهم على التوجه إلى البصرة وأجابتهم عائشة إلى ذلك ودعوا