الفصول المهمة في معرفة الأئمة - ابن الصباغ - ج ١ - الصفحة ١٠٩
فضل علي كرم الله وجهه أنكر عليه ذلك، وقيل له: لم لا صنفت في فضائل الشيخين (1)؟ فقال: دخلت إلى دمشق والمنحرف فيها عن علي كثير، فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله تعالى به. فدفعوه في خاصرته (2) وأخرجوه من المسجد، ثم ما زالوا به حتى أخرجوه من دمشق إلى الرملة، فمات بها (رحمه الله).
قال قاضي القضاة تاج الدين السبكي المشار إليه، قال: سألت شيخنا أبا عبد الله الذهبي الحافظ: (3) أيهما أحفظ: مسلم بن الحجاج (4) صاحب الصحيح أو النسائي؟ فقال: النسائي، ثم

(١) وقيل له: ألا تخرج فضائل معاوية؟ فقال: أي شيء أخرج؟ حديث اللهم لا تشبع بطنه؟ فسكت السائل. وسئل أيضا عن معاوية وما جاء من فضائله، فقال: ألا يرضى رأسا برأس حتى يفضل. (انظر معالم المدرستين للعلامة السيد مرتضى العسكري: ١ / ٤٣ نقلا عن الدارقطني الحافظ الشهير الذي قال عنه الذهبي بأنه حافظ مشهور وصاحب تصانيف... وذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع وإماما في القراء والنحاة... وقال الخطيب: كان فريد عصره وفزيع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته... وقال القاضي أبو الطيب الطبري: الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث. (انظر العبر:
٣ / ٢٨، البداية والنهاية: ١١ / ٣١٧). علي بن عمر بن أحمد بن مهدي أبو الحسن الدارقطني البغدادي [٣٠٦ - ٣٨٥ ه‍]. ولد وتوفي ببغداد، وقد رحل منها إلى مصر وألف هناك مسند فاطمة (عليها السلام). ومن تصانيفه غريب اللغة والتصحيف في اللغة والجرح والتعديل والعلل في الحديث والقراءات والمختلف والمؤتلف في الرجال وغيرها.
(٢) في (د): فدفعوا في حضنه.
(٣) هو الحافظ شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز التركماني المصري الشافعي الذهبي (٦٧٣ ه‍ - ٧٤٨ ه‍). (مقدمة كتابه " ميزان الاعتدال " تحقيق علي محمد البجاوي: ١ ط دار الفكر)، وهو أعرف من أن يعرف، فهو إمام المتأخرين في التواريخ والسير والحجة عندهم في الجرح والتعديل. انظر ترجمته في مقدمة كتابه " ميزان الاعتدال ": ج ١ تحقيق علي محمد البجاوي ط دار الفكر، الدرر الكامنة: ٣ / ٣٣٦، الوافي بالوفيات: ٢ / 163 و 370، طبقات الشافعية: 5 / 216، البدر الطالع: 2 / 110، شذرات الذهب: 6 / 153، النجوم الزاهرة: 10 / 182، طبقات القراء: 2 / 71).
(4) هو مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري أبو الحسن (204 - 261 ه‍) حافظ من أئمة الحديث، ولد بنيسابور، ثم رحل إلى الحجاز ومصر والشام والعراق وتوفي بنيسابور، ومن أشهر كتبه " صحيح مسلم " جمع فيه اثني عشر ألف حديث، وهو أحد الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة، وقد شرحه كثيرون. ومن كتبه أيضا " المسند الكبير " و " الجامع " و " الكنى والأسماء ". (انظر ترجمته في الأعلام للزركلي: 7 / 221).
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 113 114 114 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 7
2 مقدمة التحقيق 9
3 ترجمة المؤلف 15
4 ممن اشتهر بابن الصباغ 16
5 مكانته العلمية 17
6 شيوخه 20
7 تلاميذه الآخذون منه والراوون عنه 21
8 آثاره العلمية 21
9 شهرة الكتاب 24
10 مصادر الكتاب 25
11 رواة الأحاديث من الصحابة 38
12 مشاهير المحدثين 46
13 مخطوطات الكتاب 54
14 طبعاته 57
15 منهج العمل في الكتاب 58
16 شكر و تقدير 60
17 مقدمة المؤلف 71
18 ] من هم أهل البيت؟ [ 113
19 في المباهلة 113
20 تنبيه على ذكر شيء مما جاء في فضلهم وفضل محبتهم (عليهم السلام) 141
21 الفصل الأول: في ذكر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه 163
22 فصل: في ذكر ام علي كرم الله وجهه 177
23 فصل: في تربية النبي (صلى الله عليه وسلم) له (عليه السلام) 181
24 فصل: في ذكر شيء من علومه (عليه السلام) 195
25 فصل: في محبة الله ورسوله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 207
26 فصل: في مؤاخاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) له (عليه السلام) 219
27 فصل: في ذكر شيء من شجاعته (عليه السلام) 281
28 فائدة 533
29 فصل: في ذكر شيء من كلماته الرائعة 537
30 فصل: أيضا في ذكر شيء من كلماته 549
31 فصل: في ذكر شيء يسير من بديع نظمه ومحاسن كلامه (عليه السلام) 561
32 فصل: في ذكر مناقبه الحسنة (عليه السلام) 567
33 فصل: في صفته الجميلة وأوصافه الجليلة (عليه السلام) 597
34 فصل: في ذكر كنيته ولقبه وغير ذلك مما يتصل به (عليه السلام) 605
35 فصل: في مقتله ومدة عمره وخلافته (عليه السلام) 609
36 فصل: في ذكر أولاده عليه وعليهم السلام 641
37 فصل: في ذكر البتول 649