عليه وسلم وبلغ أشده وليس له كبير مال استأجرته خديجة بنت خويلد إلى سوق حباشة وهو سوق بتهامة واستأجرت معه رجلا آخر من قريش فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث عنها ما رأيت من صاحبة لأجير خيرا من خديجة ما كنا نرجع أنا وصاحبي إلا وجدنا عندها تحفة من طعام تخبؤه لنا. وروينا عن أبي بشر محمد بن أحمد بن حماد قال وحدثني أبو أسامة الحلبي ثنا حجاج بن أبي منيع ثنا جدي عن الزهري قال تزوجت خديجة بنت خويلد بن أسد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين الأول منهما عتيق بن عايذ بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم فولدت له جارية وهى أم محمد بن صيفي المخزومي، ثم خلف على خديجة بعد عتيق بن عايذ أبو هالة التميمي وهو من بنى أسيد بن عمرو فولدت له هند بن هند. كذا وقع في هذه الرواية عتيق بن عايذ والصواب عابد بالباء قاله الزبير وسمى الزبير الجارية التي ولدتها منه هندا واسم أبى هالة هند بن زرارة بن النباش ابن غذى بن خبيب بن صرد بن سلامة بن جروة بن أسيد بن عمرو بن تميم فيما رويناه عن الدولابي: حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي ثنا زهير بن العلاء ثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن دعامة فذكره. قال ابن إسحاق وكانت خديجة قد ذكرت لورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى وكان ابن عمها وكان نصرانيا قد تتبع الكتب وعلم من علم الناس ما ذكر لها غلامها ميسرة من قول الراهب وما كان يرى منه إذا كان الملكان يظلانه فقال ورقة لئن كان هذا حقا يا خديجة إن محمدا لنبي هذه الأمة قد عرفت انه كائن بهذه الأمة نبي ينتظر هذا زمانه أو كما قال فجعل ورقة يستبطئ الامر. وله في ذلك أشعار منها ما رواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق:
أتبكر أم أنت العشية رائح * وفى الصدر من اضمارك الحزن قادح لفرقة قوم لا أحب فراقهم * كأنك عنهم بعد يومين نازح