دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت هل لك في أختي ابنة أبى سفيان، وفيه قالت فوالله لقد أنبئت انك تخطب درة بنت أبى سلمة قال ابنة أبى سلمة قالت نعم قال فوالله لو لم تكن ربيبتي في حجري ما حلت لي انها لابنة اخى من الرضاعة أرضعتني وإياها ثويبة فلا تعرضن على بناتكن ولا أخواتكن الحديث. وذكر الزبير ان حمزة أسن من النبي صلى الله عليه وسلم بأربع سنين. وحكى أبو عمر نحوه وقال وهذا لا يصلح عندي لان الحديث الثابت ان حمزة و عبد الله بن عبد الأسد أرضعتهما ثويبة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الا أن تكون أرضعتهما في زمانين. قلت وأقرب من هذا ما روينا عن ابن إسحاق من طريق البكائي انه كان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بسنتين والله أعلم. واسترضع له من بنى سعد بن بكر امرأة يقال لها حليمة بنت أبى ذؤيب وكانت تحدث انها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها ترضعه في نسوة من بنى سعد بن بكر قالت وفى سنة شهباء لم تبق لنا شيئا قالت فخرجت على أتان لي قمراء معنا شارف لنا والله ما تبض (1) بقطرة لبن وما ننام ليلتنا أجمع مع صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع ما في ثديي ما يغنيه وما في شارفنا ما يغذيه ولكنا نرجو الغيث والفرج فخرجت على اتانى تلك فلقد اذمت بالركب حتى شق ذلك عليهم ضعفا وعجفا حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء فما منا امرأة الا وقد عرض عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتأباه إذا قيل لها انه يتيم وذلك انا انما كنا نرجو المعروف من أبى الصبى فكنا نقول يتيم ما عسى ان تصنع امه وجده فكنا نكرهه لذلك فما بقيت امرأة قدمت معي الا أخذت رضيعا غيري فلما اجمعنا الانطلاق قلت لصاحبي والله انى لأكره ان ارجع من بين صواحبي ولم آخذ رضيعا والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه قال لا عليك ان تفعلي عسى الله ان يجعل لنا فيه بركة قالت فذهبت إليه فأخذته وما حملني على اخذه الا انى لم أجد غيره
(٤٨)