في دار بنى عبد الأشهل رجل ولا امرأة إلا مسلما أو مسلمة. قال أبو عمر حاشى الأصيرم وهو عمرو بن ثابت بن وقش فإنه تأخر إسلامه إلى يوم أحد فأسلم واستشهد ولم يسجد لله سجدة وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه من أهل الجنة.
رجع إلى ابن إسحاق قال ورجع مصعب إلى منزل أسعد بن زرارة فأقام عنده يدعو الناس إلى الاسلام حتى لم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون إلا ما كان من دار بنى أمية بن زيد وخطمة ووائل وواقف وتلك أوس الله وهم من الأوس بن حارثة، قال أبو عمر وكانوا سكانا في عوالي المدينة فأسلم منهم قوم وكان سيدهم أبو قيس صيفي بن الا سلب فتأخر إسلامه وإسلام سائر قومه إلى أن مضت بدر وأحد والخندق ثم أسلموا كلهم. ورأيت في التاريخ الأوسط للبخاري أن أهل مكة سمعوا هاتفا يهتف قبل إسلام سعد بن معاذ:
فان يسلم السعدان يصبح محمد * بمكة لا يخشى خلاف المخالف فحسبوا أنه يريد القبيلتين سعد هزيم من قضاعة وسعد بن زيد مناة بن تميم حتى سمعوه يقول:
فيا سعد سعد الأوس كن أنت ناصرا * ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف أجيبا إلى داعى الهدى وتمنيا * على الله في الفردوس منية عارف في أبيات وقد روينا ذلك أطول من هذا.