الشهداء فتبكي حتى تقضى حاجتها ثم تنصرف وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام الا بكى حتى قال له مولى له جعلت فداك يا بن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بنى فاطمة عليها السلام الا خنقتني لذلك عبرة مناقب فاطمة عليها السلام لو كاثرت النجوم كانت أكثر ولو ادعت شمس النهار الظهور كانت مزاياها أظهر ولو فاخرها الأملاك كانت عليها السلام أشرف وأفخر بيتها من قريش في سنامه وغاربه وأبوها الذي أحاط به الشرف من كل جوانبه وكان قاب قوسين من مراتبه ومناصبه وبعلها الذي شاركه في علائه ومناسبه ورفعه بما نبه به على منزلته على أصحابه وأقاربه وإبناها عليهما السلام المعدودان من أحب حبائبه المخصوصان بأوفر نصيب من مآثره ومناقبه وهي عليها السلام شجرة مجد هذه أصولها وفروعها ومزنة فخار صفا ماؤها وطاب ينبوعها وقصة سؤدد اعتدل في أسباب العلاء منقولها ومسموعها فكيف يبلغ وصف فضلها وقد بلغت الغاية في نبلها واستولت على قصبات المسابقة وخصلها وما غدت فضيلة إلا وهي لها بالأصالة أو هي من أهلها فمن عراه شك فيما قلته فليأت بمثلها أو مثل أبيها وبنيها وبيتها وبعلها صلى الله عليهم صلاة تقوم بشرف محلهم ومحلها وحيث ذكرنا من أوصافها ما تيسر واقتصرنا على الأقل لتعذر الإحاطة بالأكثر فلنذكر وفاتها صلى الله عليها ونشرع في ترتيب بنيها ترتيب العقد في النظام والله تعالى يهدى إلى دار السلام
(١٢١)