الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٥٦
يا قاتل الأبطال مجدك للعدى * من غرب مخذمك المهند أقتل (1) بذباب سيفك قر قارع طوده * بعد التأود واستقام الأميل (2) إن كان دين محمد فيه الهدى * حقا فحبك بابه والمدخل لولاك أصبح ثلمة لا تتقى * أطرافها ونقيصة لا تكمل (3) كم جحفل للجزء من أجزائه * يوم النزال يقل قولك جحفل (4)
1 الغرب الحد. والمجذم السيف القاطع. والخذم القطع. والمهند السيف المطبوع من حديد الهند يقول مجدك أقتل للعدى من حد سيفك وذلك لحسد هم فالحسد قاتل لهم أعظم من قتل السيف وذلك لأن الحسد مرض باطن متجدد في كل حالة وقتل السيف منقطع.
2 ذباب السيف حده الذي يضرب به القارع العالي والتأود الاعوجاج والهاء في طوده تعود إلى الدين والشرط في قوله إن كان تقرير لمحبته وولايته ولا ريب أن ولايته كمال للدين فمتى ثبتت صحة الدين ثبتت ولايته ومحبته، وأورد الخوارزمي حديثا أسنده إلى ابن عباس قال: قال: النبي صلى الله عليه وآلهأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب ولبعض الشعراء قريب من هذا المعني:
إن كان أحمد خير المرسلين فذا * خير الوصيين أو كل الحديث هبا 3 الضمير في أصبح يعود إلى الدين وقوله ثلمة أي ذا ثلمة لا تسند وهو في معنى البيت الذي قبله.
4 الجحفل الجيش يقول كم جزء من أجزاء هذا الجيش يعظم أن يسمى جيشا ويقل له هذا الاسم وذلك مبالغا في صفة الكثرة، وكم هنا خبرية للتكثير، وجحفل مجرور بها وللجزء متعلق بيقل ومن أجزائه في موضع نصب على الحال من الجزء والعامل في الظرف يقل أيضا وقولك فاعل يقل وجحفل خبر مبتدأ مقدر وهما في موضع نصب على محكي القول والجملة من قوله يقل في موضع خبر صفة جحفل أي كم جحفل يقل قولك هذا جحفل للجزء من أجزائه.