الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٤
ما تم يومك وهو أسعد أيمن * حتى تبدل فهو أنك أشنع (1) شروى الزمان يضئ صبح مسفر * فيه فيشفعه ظلام اسفع (2) لله درك والضلال يقودني * بيد الهوى فأنا الحرون فأتبع (3) يقتادني سكر الصبابة والصبا * ويصيح بي داعي الغرام فأسمع دهر تقوض راحلا ما عيب من * عقباه إلا أنه لا يرجع (4) يا أيها الوادي أجلك واديا * وأعز إلا في حماك فأخضع وأسوف تربك صاغرا وأذل في * تلك الربى وأنا الجليد فأخنع (5) (أسفي على مغناك إذ هو غابة * وعلى سبيلك وهو لحب مهبع) (6)

1 الأسعد الأيمن المبارك، يقال سعد يومنا بفتح العين يسعد سعودا وسعد الرجل بالكسر فهو سعيد وسعد بالضم فهو مسعود. والأنكد المشوم. والأشنع القبيح.
2 الشروى المثل ويشفعه يتبعه وهو من الشفع والمسفر المضئ والأسفع الأسود لما ذكر في البيت الأول تبدل الربع بالسعود نحوسا مثله في هذا البيت بكونه لا يدوم له حال يكون فيه نهار مضئ فينقلب إلى ليل مظلم كما أن الربع كان عامرا فصار خرابا.
3 لله درك تعجب من حبه والحرون الصعب الذي لا ينقاد يقول أنا لذاتي صعب لا أنقاد لكن لهذه العوارض التي حكمت على عقلي وهي ما ذكر من سكر الصبابة وجهل الصبا وجذب دواعي الغرام والغرام في الأصل الهلاك وبه سمي المحب مغرما.
4 تقوض استعارة من تقوضت الصفوف إذا تفرقت.
5 أسوف أشم. وأخنع واخضع واحد بمعنى أذل يقول أفعل ذلك مع قوتي لأن الواجد يقهر ويغلب ومعنى البيتين متقارب.
6 المغنى المنزل. والغابة الأجمة وهي محل السباع. والسبيل الطريق واللحب الواضح. والمهبع الواسع استعار لفظ الغابة للنزل لاحتوائه على الرجال الذين هم فيه كالأسود وكون طريقه لحبا لكثرة وطئه وسلوكه لكثرة الناس فيه.
(١٣٤)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 ... » »»
الفهرست