الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٤٧
والشمس ناشرة الذوائب ثاكل * والدهر مشقوق الرداء مقنع (1) لهفي على تلك الدماء تراق في * أيدي أمية عنوة وتضيع (2) بأبي أبو العباس أحمد إنه * خير الورى من أن يطل ويمنع (3) فهو الولي لثارها وهو الحمول * لعبئها إذ كل عود يضلع الدهر طوع والشبيبة غضة * والسيف عضب والفؤاد مشيع (4)

1 جعل الشمس كالمرأة الحزينة التي قد نشرت شعرها والدهر قد شق رداءه تشبيها بفعل الناس في المصاب العظام وأما جعل الدهر مقنعا فيحتمل أن يكون اسم فاعل بكسر النون يريد أن الذكر ذليل مطرق متحير وأصل ذلك من قنع الطاير إذا رد رقبته إلى رأسه، ومنه قوله تعالى " مهطعين مقنعي رؤوسهم " ويحتمل أن يكون مقنع اسم مفعول بفتح النون، والمعنى أن الدهر شق رداءه تقنع به كما جرت عادة الثاكلين وذلك استعارة.
2 يقال لهف على الشئ لهفا إذا حزن وتحسر وتراق وتسال وعنوة قهرا ولهفي مبتدأ والجار والمجرور بعده في موضع الخبر وتراق حال من الدماء.
3 طل الدم إذا هدر ولم يطالب به والعبء الثقل. والعود الجمل المسن. ويضلع يعرج يقول أن أبا العباس هو المتولي لثار هذا الدماء والحامل لأثقالها إذ كل قوي من الناس يضعف عن ذلك وكنى بالعود عن القوي وبالضلع عن العجز والضعف ويحتمل أن يكون الولي هنا بمنزلة الأولى.
4 ذكر أسباب القدرة من الشبيبة لأنها مظنة قوة العزم وثوران الحمية ومن كون السيف قاطعا لأن به يدرك الثار ومن كون الفؤاد مشيعا والمشيع الشجاع كأن الشجاعة تشيعه أي تصحبه.
(١٤٧)
مفاتيح البحث: الحزن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 ... » »»
الفهرست