الروضة المختارة (شرح القصائد العلويات السبع) - ابن أبي الحديد المعتزلي - الصفحة ١٣٥
أيام أنجم قعضب درية * في غير أوجه مطلع لا تطلع (1) والبيض تورد في الوريد فترتوي * والسمر تشرع في الوتين فتشرع (2) والسابقات اللاحقات كأنها * العقبان تردي في الشكيم وتمزع (3) والربع أنور بالنسيم مضمخ * والجو أزهر بالعبير مردع (4)
1 أنجم قعضب هي الأسنة وقعضب رجل كان يعملها ودرية منسوبة إلى الدر شبه الأسنة لمعناها وبريقها كالنجوم الدرية، قال الجوهري طلعت الشمس والنجوم طلوعا ومطلعا بكسر اللام وفتحها والمطلع أيضا بالكسر والفتح مكان الطلوع والهاء في أوجه تعود إلى المعنى واستعار لفظ الأنجم للأسنة ورشح بذكر الأوج وهو محل ارتفاع النجم وصعوده وجعل المغنى كالأوج والأسنة كالنجوم فيه.
2 البيض السيوف. وتورد جعل الوريد أحد الوريدين وهما عرقان في جانب مقدم العنق والسمر الرماح. وتشرع تدخل وهو مثل تورد. والوتين عرق القلب إذا قطع مات صاحبه وتشرع تدخل فيه وتشرب منها شرعها الغير فشرعت أوردها فوردت.
3 السابقات اللاحقات الخيل تسبق غيرها وتلحق من سبقها وشبهها بالعقبان لسرعتها وعدتها، قال ابن السكيت ردى الفرس يردي رديا ورديانا إذا رجم الأرض رجما بين العدو والمشي الشديد الشكيم، والشكيمة الحديدة المعترضة التي في فم الفرس التي فيها الفارس والجمع شكايم وتمزع أي تسرع.
4 الربع المنزل. والأنور النير وليس فيه أفعل للتفضيل والمضمخ الملطخ وهو استعارة لمرور النسيم عليه والجو ما بين السماء والأرض. والأزهر كالأنور والعبير عدة أطياب يجمع بالرعفران وقيل هو الزعفران يصف المنزل والجو بأنهما معطران طيبان وذلك السرور الذي عنده والمرح الذي يجده.