وطلحة وقد اتخذ أبو بكر من سنه وأمور أخر تخلصا من الحرب للدخول في عريش رسول الله (1) تخلصا من القتال في بدر ناسيا ان مقام الرسالة لا يساويه مقام آخر، وان بقاء رسول الله انما هو احياء الاسلام ولا اثر في قتله أو قتل صحابي آخر غيره ونسوا حين انهزموا في المعارك المارة أعلاه في خيبر واحد وحنين ما أنزلت من آياته البينات ومنها:
(ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير) (2). ولم يذكر لنا التاريخ أي تضحية بذلوها في أية حرب أو رأي صائب قدموه كما أشار الصحابي سلمان الفارسي في حرب الخندق من حفر الخندق وقد برهن عمر رغم عدم مساعداته في الرأي والعمل انه كان كثيرا من الأحيان يثير غضب رسول الله لشكوكه المتوالية، كما اعترض على رسول الله في صلح الحديبية، وكان مبعث ذلك الاعتراض انما هي شكوكه في النبوة كما جاهر بها، وكما اعترض على رسول الله بقوله: انك وعدتنا بفتح مكة ولم نفتحها فأجابه: هل عينت وقتا؟ فقال: لا، فقال: سوف نفتحها.
ونسي هو وصاحبه ان أفعال وأقوال رسول الله انما هي من وحي الله وان رسول الله ما قال شيئا إلا وصدق بقوله كما نزلت الآية 119 من سورة التوبة:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) وقد صرح المفسرون ان الصادقين انما هو رسول الله وعلي، ومن المفسرين والحفاظ من قال انما الصادقون هم رسول الله وعلي والأئمة وعترتهم. هكذا قال الامام التغلبي، وجلال الدين السيوطي، في المسند والحافظ أبو نعيم فيما نزل من القرآن في علي، والخطيب الخوارزمي في المناقب والشيخ سليمان البلخي الحنفي في الباب 39