إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩ - الصفحة ٣٢٧
فيه إلى قيام الساعة، عقله منا من عقله، ونسيه من نسيه. قال: حديث صحيح (1).
سلك رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة [وأمر عمار بن ياسر أن يأخذ بزمام الناقة يقودها، وأمر حذيفة بن اليمان يسوق خلفه] فبينا إذ سمع حس القوم قد غشوه فغضب وأمر حذيفة أن يردهم فرجع حذيفة إليهم فجعل يضرب وجوه رواحلهم [بمحجن في يده] فانحطوا من العقبة وأقبل حذيفة فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من

(١) (فتح الباري): ١١ / ٦٠٤، كتاب القدر، باب (٤) (وكان أمر الله قدرا مقدورا)، حديث رقم (٦٦٠٤) ولفظه: " عن حذيفة رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله، إن كنت لأرى الشئ قد نسيته، فأعرف كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ".
قوله: " لقد خطبنا " في رواية جرير عن الأعمش عند مسلم: " قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقاما ".
قوله: " إلا ذكره "، في رواية جرير: " إلا حدث به ".
قوله: " علمه من علمه وجهله من جهله " في رواية جرير: " حفظه من حفظه ونسيه من نسيه " وزاد: " قد علمه أصحابي هؤلاء "، أي علموا وقوع ذلك المقام وما وقع من الكلام (فتح الباري) وقد سبق ذكر حديث مسلم من طريق أبي إدريس الخولاني عن حذيفة، والذي قال في آخره: " فذهب لأولئك الرهط غيري "، وهذا لا يناقض الأول، بل يجمع بأن يحمل على مجلسين، أو المراد بالأول أعم من المراد بالثاني. (فتح الباري).
قال الحافظ في (الفتح): أخرج هذا الحديث القاضي عياض في (الشفاء) من طريق أبي داود بسنده إلى قوله: " ثم إذا رآه عرفه "، ثم قال حذيفة: " ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوه والله ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا بلغ من معه ثلاثمائة إلا قد سماه لنا ". قلت: ولم أر هذه الزيادة في كتاب أبي داود، وإنما أخرجه أبو داود بسند آخر مستقل من وجه آخر عن حذيفة رضي الله تبارك وتعالى عنه [في أول كتاب الفتن والملاحم] باب (1) ذكر الفتن ودلائلها، حديث رقم (4240) ولم أجده في (سنن الترمذي) كما ذكر المقريزي عليه رحمة الله.
(٣٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 334 ... » »»
الفهرست