وذلك أن الأوس كره بعضهم أن يؤمه بعض، وحدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، و عبد الله بن المغيرة بن معيقب قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم مصعب بن عمير. مع النفر الأنثى عشر، الذين بايعوه في العقبة الأول إلى المدينة، [يفقه] أهلها، ويقرئهم القرآن. وذكر الخبر، ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة.
وقال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، أن مصعب بن عمير، كان أول من جمع الجمعة بالمدينة للمسلمين، قبل أن يقدمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكر غير الواقدي: أن الأنصار صلت قبل الهجرة سنتين إلى بيت المقدس وابن أم مكتوم كان ممن قدم المدينة معه مصعب بن عمير، قال الواقدي: قدمها بعد بدر بيسير (1). ومعاذ بن جبل، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم قاضيا إلى الجند باليمن يعلم الناس القرآن. وشرائع الإسلام ويقضي بينهم، وقد تقدم التعريف به.
وعمرو [بن] [حزم بن] زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد عوف بن غنم ابن مالك بن النجار، الأنصاري، الخزرجي، النجاري، ومنهم من ينسبه في مالك بن جشم بن الخزرج، ومنهم من ينسبه في ثعلبة بن زيد بن مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك [يكنى] أبا الضحاك، أول مشاهدة الخندق، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران، وهو ابن سبع عشرة سنة، ليفقههم في الدين، ويعلمهم القرآن ويأخذ صدقاتهم، وذلك في سنة عشر، وكتب له كتابا، فيه الفرائض، والسنن والديات، ومات [بالمدينة] سنة إحدى وخمسين وقيل: غير ذلك (2).