إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٩ - الصفحة ١٨٢
المطعم ابن عدي فقل له: إن محمدا يقول لك: هل أنت مجيري حتى أبلغ رسالات ربي؟ قال: نعم، فليدخل، فرجع إليه فأخبره.
وأصبح المطعم بن عدي قد لبس سلاحه هو وبنوه، وبنو أخيه، ودخلوا المسجد، فلما رآه أبو جهل قال: أمجير أم تابع؟ قال: بل مجير، قال أجرنا من أجرت، فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهى إلى الركن فاستلمه، وصلى ركعتين، وانصرف إلى بيته، ومطعم وأولاده مطيفون به (1).
وخرج الترمذي من حديث حماد بن سلمة قال: حدثنا ثابت، عن أنس رضي الله تبارك وتعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لقد أخفت في الله، وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله، وما يؤذى أحد، ولقد أتت على ثلاثون من بين يوم وليلة، وما لي [ولبلال] طعام يأكله ذو كبد، إلا شئ يواريه إبط بلال (2)، قال أبو عيسى: هذا حديث [حسن غريب] (3).
قال بعضهم: ومعناه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج فارا من مكة ومعه بلال، إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إبطه (4).
وخرج البخاري (5) من حديث ابن شهاب قال: أخبرني عمرو بن الزبير أن عائشة [رضي الله تبارك وتعالى عنها زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم]

(١) (طبقات ابن سعد): ١ / ٢١٠ - ٢١٢، ذكر خروج رسول الله صلى الله عليه سلم إلى الطائف.
(٢) (سنن الترمذي): ٤ / ٥٥٦، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، باب (٣٤)، حديث رقم (٢٤٧٢).
(٣) زيادة للسياق من (سنن الترمذي)، وفي (الأصل): " حديث صحيح "، وقال: ومعنى هذا الحديث: حين خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فارا من مكة ومعه بلال إنما كان مع بلال من الطعام ما يحمله تحت إبطه.
(٤) (المرجع السابق): تعقيبا على الحديث رقم (٢٤٧٢).
(٥) (فتح الباري): ٦ / ٣٨٤ - ٣٨٥، كتاب بدء الخلق، باب (٧) إذا قال أحدكم: " آمين " والملائكة في السماء، فوافقت إحداهما الأخرى غفر له ما تقدم من ذنبه، حديث رقم (٣٢٣١)، ١٣، ٤٦٠، كتاب التوحيد باب (٩) (وكان الله سميعا بصيرا) حديث رقم (٧٣٨٩)، وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد، باب (39) ما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين، حديث رقم (1795).
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست