المسلمون على إمام. رواه البخاري في تاريخه.
وروى الحميدي والطبراني من حديث صهيب من طريق الستة عنه، قال: لم يشهدرسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط إلا كنت حاضره، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسر سرية قط إلا كنت حاضرها، ولا غزا غزاة إلا كنت فيها عن يمينه أو شماله، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم، ولا ما وراءهم إلا كنت وراءهم، وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين العدو قط، حتى توفي.
ومات صهيب سنة ثمان وثلاثين. وقيل سنة تسع، وروى عنه أولاده: حبيب، وحمزة، وسعد، وصالح، وصيفي، وعباد، وعثمان، ومحمد، وحفيده زياد بن صيفي.
وروى عنه أيضا جابر الصحابي، وسعيد بن المسيب، و عبد الرحمن بن أبي ليلى، وآخرون.
قال الواقدي: حدثني أبو حذيفة - رجل من ولد صهيب عن أبيه عن جده قال: مات صهيب في شوال سنة ثمان وثلاثين وهو ابن سبعين. (أسماء الصحابة الرواة): 103 ترجمة (93)، (الإصابة): 3 / 449 - 452، ترجمة رقم: 4108، (الثقات): 3 / 194، (حلية الأولياء): 1 / 372.
(8) هي أم أيمن، مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وحاضنته. قال أبو عمر: اسمها بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصن بن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان، وكنا يقال لها أم الظباء. وقال ابن أبي خيثمة: حدثنا سليمان بن أبي شيخ، قال: أم أيمن اسمها بركة وكانت أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أم أيمن أمي بعد أمي.
وقال أبو نعيم: قيل: كانت لأخت خديجة، فوهبتها للنبي صلى الله عليه وسلم، وقال ابن سعد: قالوا: كان ورثها عن أمة، فأعتق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أم أيمن حين تزوج خديجة، وتزوج عبيد بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، أم أيمن، فولدت له أيمن فصحب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فاستشهد يوم خيبر، وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة، فولدت له أسامة.
ثم أسند عن الواقدي، عن طريق شيخ من بني سعد بن بكر، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأم أيمن: يا أمه. وكان إذا نظر إليها بقول هذه بقية أهل بيتي.
وقال ابن سعد: أخبرنا أبو أمامة عن جرير بن حازم: سمعت عثمان بن القاسم يقول: لما هاجرت أم أيمن أمست بالمنصرف ودون الروحاء فعطشت وليس معها ماء وهي صائمة، فأجهدها العطش، فدلى عليها من السماء دلو من ماء برشاء أبيض، فأخذته فشربته حتى رويت، فكانت تقول: ما أصابني بعد ذلك عطش، ولقد تعرضت للعطش بالصوم في الهواجر، فما عطشت.
وأخرجه ابن السكن، من طريق هشام بن حسان، عن عثمان بنحوه، وقال في روايته:
خرجت مهاجرة من مكة إلى المدينة وهي ماشية ليس معها زاد، وقال فيه: فلما غابت الشمس إذا أنا بإناء معلق عند رأسي، وقالت فيه: ولقد كنت بعد ذلك أصوم في اليوم الحار، ثم أطوف في الشمس كي أعطش فما عطشت بعد.
أخبرنا عبد الله بن موسى، أخبرنا فضيل بن مرزوق، عن سفيان بن عيينة، قال: كانت أم أيمن تلطف النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتقدم عليه، فقال: من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن، فتزوجها زيد بن حارثة.
وأخرج البغوي، وابن السكن، من طريق سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن أم أيمن - وكانت حاضنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لبعض أهله: إياك والخمر.... الحديث. قال ابن السكن: هذا مرسل.
وأخرج البخاري في تاريخه، ومسلم، وابن السكن، من طريق الزهري، قال: كان من شأن أم أيمن أنها كانت وصيفة لعبد الله بن عبد المطلب والد النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت من الحبشة، فلما ولدت آمنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد ما توفي أبوه كانت أم أيمن تحضنه حتى كبر، ثم أنكحها زيد بن حارثة - لفظ ابن السكن.
وأخرج أحمد، والبخاري أيضا، وابن سعد، من طريق سليمان التيمي عن أنس - أن الرجل كان يجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم النخلات حتى فتحت عليه قريظة والنضير، فجعل يرد بعد ذلك، فكلمني أهلي أن أسأله الذي كانوا أعطوه أو بعضه، وكان أعطاه لأم أيمن، فسألته فأعطانيه، فجاءت أم أيمن فجعلت تلوح بالثوب وتقول: كلا والله لا يعطيكهن، وقد أعطانيهن، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لك كذا وكذا. وتقول: كلا حتى أعطاها، حسبته قال: عشرة أمثاله أو قريبا من عشرة أمثاله.
وأخرج ابن السكن، من طريق عبد الملك بن حصين، عن نافع بن عطاء، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن أم أيمن، قالت: كان للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فخارة يبول فيها بالليل، فكنت إذا أصبحت صببتها، فنمت ليلة وأنا عطشانة، فغلطت فشربتها، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: إنك لا تشتكين بطنك بعد هذا. (الإصابة) 7 / 531 - 532، ترجمة رقم: (10916)، 8 / 169 - 171، ترجمة رقم: 11898، (الإستيعاب):
4 / 1925.
(9) قال الحافظ ابن حجر: أم يوسف التي شربت بولالنبي صلى الله عليه وسلم، تقدم ذكرها في بركة في الباء الموحدة من أسماء النساء، ثم قال: أن كل منهما كانت تكنى أم أيمن، وتسمى بركة ويتأيد ذلك بأن قصة البول وردت من طريق أخرى مروية لأم أيمن، [فالله تعالى أعلم أي ذلك كان]. (الإصابة): 7 / 531، ترجمة بركة الحبشة رقم: (10916)، 8 / 325، ترجمة أم يوسف رقم: (12303).
(10) هو ماعز بن مالك الأسلمي، قال ابن حبان: له صحبة، وهو الذي رجم في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثبت ذكره في الصحيحين وغيرهما من حديث أبي هريرةوزيد بن خالد وغيرهما، وجاء ذكره في حديث أبي بكر الصديق وأبي ذر، وجابر بن سمرة، وبريدة بن الحصيب، وابن عباس، ونعيم بن هزال، وأبي سعيد الخدري، ونصر الأسلمي وأبي برزة:
سماه بعضهم، وأبهمه بعضهم، وفي بعض طرقه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: لقد تاب توبة لو تابها طائفة من أمتي لأجزأت عنهم.
وفي صحيح أبي عوانة وابن حبان وغيرهما من طريق أبي زبير، عن جابر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما رجم ماعز بن مالك قال: لقد رأيته يتحضحض في أنهار الجنة. ويقال:
إن اسمه عريب، وماعز لقب، وفي حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:
استغفروا لماعز، (الإصابة): 5 / 705، ترجمة رقم (7593)، (الإستيعاب):
4 / 1345.