[فاطمة بنت قيس (1)، هشام بن الحكيم بن حزام (2)، أبو حكيم بن حزام (3)، شرحبيل بن السمط (4)، أم سليم (5)، دحية بن خليفة الكلبي (6)، ثابت
(١) فاطمة بنت قيس بن خالد القرشية الفهرية. أخت الضحاك بن قيس. تقدم نسبها في ترجمته، وكانت أسن منه. قال أبو عمر: كانت من المهاجرات الأول، وكانت ذات جمال وعقل، وكانت عند أبي بكر بن حفص المخزومي فطلقها فتزوجت بعده بعده أسامة بن زيد.
قلت: وخبرها بذلك في الصحيح لما طلبت النفقة من وكيل زوجها، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: اعتدى عند أم شريك، ثم قال: عند ابن أم مكتوم، فلما خطبت أشار عليها بأسامة ابن زيد، وهي قصة مشهورة، وهي التي روت قصة الجساسة بطولها فانفردت بها مطولة.
رواها عنها الشعبي لما قدمت الكوفة على أخيها، وهو أميرها، وقد وقفت على بعضها من حديث جابر وغيره. وقيل: إنها أكبر من الضحاك بعشر سنين، قاله أبو عمر. قال: وفي بيتها اجتمع أهل الشورى لما قتل عمر. قال ابن سعد: أمها أميمة بنت ربيعة، من بني كنانة.
(الإصابة) ٨ / ٦٩، (طبقات ابن سعد): ٨ / ٢٠٠.
(٢) هو هشام بن حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشي الأسدي، ثبت ذكره في الصحيح من رواية الزهري عن عروة عن المسور، و عبد الرحمن بن عبد القاري، عن عمر، سمعت هشام بن حكيم يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وفيه أنه أحضره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاستقرأهما فصوبهما، وقال: نزل القرآن على سبعة أحرف..... الحديث بطوله.
قال ابن سعد: كان مهيبا. وقال الزهري: كان يأمر بالمعروف في رجال معه. وقال مصعب الزبيري: كان له فضل. وقال ابن وهب، عن مالك: لم يكن يتخذ أخلاء ولا له ولد.
وقد روى عنه أيضا جبير بن نفير، وقتادة السلمي وغيرهما ومات قبل أبيه بمدة طويلة، قال أبو نعيم: استشهد بأجنادين، أسلم يوم الفتح (أسماء الصحابة الرواة): ٢٠٥ ترجمة (٢٧٠)، (الإصابة): ٦ / ٥٣٨ - ٥٣٩.
(٣) هو حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى، أخو خديجة أم المؤمنين رضي الله تبارك وتعالى عنها وولد حكيم بن حزام. ذكره ابن الأثير في الصحابة. (الإصابة): ٢ / ٢١٠، ترجمة رقم (٢٠٩٠).
(٤) هو شرحبيل بن السمط بن الأسود، أو الأعور، أو شرحبيل بن جبلة بن عدي بن ربيعة ابن معاوية الكندي، أبو يزيد.
قال البخاري: له صحبة، وتبعه أبو أحمد الحاكم. وأما ابن السكن فقال: زعم البخاري أن له صحبة، ثم قال: يقال: إنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم شهد القادسية، ثم نزل حمص فقسمها منازل.
وذكره البغوي وابن حبان في الصحابة ثم أعاده في التابعين، زاد البغوي: سكن الشام، وجدته في كتاب محمد بن إسماعيل، ولم أر له حديثا.
وقال ابن سعد: جاهلي إسلامي، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وشهد القادسية، وافتتح حمص.
وقال ابن السكن: ليس في شئ من الروايات ما يدل على صحبته إلا حديثه من رواية يحيى بن حمزة عن نصر بن علقمة، عن كثير بن مرة، عن أبي هريرة وابن السمط، قالا:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزال من أمت عصابة قوامة على الحق... الحديث. وقال البغوي:
ذكر في الصحابة، ولم يذكر له حديث أسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر له سيف بسنده أن سعد بن أبي وقاص استعمل شرحبيل بن السمط بن شرحبيل وكان شابا، وكان قاتل في الردة، وغلب الأشعث على الشرق، وكان أبوه قدم الشام مع أبي عبيدة، وشهد اليرموك، وكان شرحبيل من فرسان أهل القادسية.
وله رواية عن عمر، وكعب بن مرة وعبادة وغيرهم وقال ابن سعد: شهد القادسية وافتتح حمص، وله ذكر في البخاري في صلاة الخوف.
وذكر خليفة أنه كان عاملا على حمص نحوا من عشرين سنة، وقال أبو عامر الهوزني:
حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل. وقال أبو داود: مات بصفين: وقال يزيد بن عبد ربه: مات سنة أربعين. وقال غيره: سنة اثنتين وأربعين وقال صاحب (تاريخ حمص):
سنة ست وثلاثين.
قلت: وهو غلط، فإنه ثبت أنه شهد صفين، وكانت سنة سبع وثلاثين، وذكره ابن حبان في الصحابة، وقال: كان عاملا على حمص، ومات بها، (الإصابة): ٣ / ٣٢٩ - ٣٣١، (الإستيعاب): ٦٩٩، (طبقات ابن سعد): ٧ / ١٥٥، (تهذيب التهذيب): ٤ / ٢٨٣.
(٥) هي أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية، وهي أم نس خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، اشتهرت بكنيتها. واختلف في اسمها، فقيل سهلة، وقيل رميلة، وقيل رميثة، وقيل مليكة، وقيل الغميصاء أو الرميصاء تزوجت مالك بن النضر في الجاهلية، فولدت أنسا في الجاهلية، وأسلمت مع السابقين إلى الإسلام من الأنصار، فغضب مالك وخرج إلى الشام فمات بها، فتزوجت بعده أبا طلحة، فروينا في مسند أحمد بعلو في (الغيلانيات)، من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، وإسماعيل بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك - أن أبا طلحة أم سليم - يعني قبل أن يسلم، فقالت: يا أبا طلحة، ألست تعلم أن إلهك الذي تعبد نبت من الأرض؟ قال: بلى. قلت: أفلا تستحي تعبد شجرة! إن أسلمت فإني لا أريد منك صداقا غيره.
قال: حتى أنظر في أمري، فذهب ثم جاء، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فقالت: يا أنس، زوج أبا طلحة، فزوجها وبه: خطب أبو طلحة أم سليم - وكانت أم سليم تقول: لا أتزوج حتى يبلغ أنس ويجلس في المجالس، فيقول: جزى الله أمي عني خيرا، قد أحسنت ولايتي. فقال لها أبو طلحة: فقد جلس أنس وتكلم، فتزوجها.
قلت: والجواب عن دخوله بيت أم حرام وأختها أنهما كانتا في دار واحدة وأنت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولها قصص مشهورة، منها ما أخرجه ابن سعد بسند صحيح أن أم سليم اتخذت خنجرا يوم حنين، فقال أبو طلحة: يا رسول الله; هذه أم سليم معها خنجر، فقالت:
اتخذته إن دنا مني أحد من المشركين بقرت بطنه.
ومنها قصتها المخرجة في الصحيح لما مات ولدها ابن أبي طلحة، فقالت لما دخل: لا يذكر أحد ذلك لأبي طلحة قبلي، فلما جاءه وسأل عن ولده قالت: هو أسكن ما كان، فظن أنه عوفي، وقام فأكل ثم تزينت له وتطيبت فنام معها، وأصاب منها، فلما أصبح قالت له:
احتسب ولدك، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: بارك الله لكما في ليلتكما، فجاءت بولد وهو عبد الله بن أبي طلحة، فأنجب وزرق أولادا، قرأ القرآن منهم عشرة كملا.
وفي الصحيح أيضا عن أنس - أن أم سليم لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا رسول الله، هذا أنس يخدمك، وكان حينئذا بن عشر سنين، فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات، فاشتهر بخادم النبي صلى الله عليه وسلم.
وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث، روى ابنها أنس، وابن عباس، وزيد بن ثابت، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وآخرون. (أسماء الصحابة الرواة): 142 ترجمة (153)، (الإصابة): 8 / 227 / 230 ترجمة رقم (12073).
(6) هو دحية بن خليفة بن فروة بن فضالة بن زيد بن امرئ القيس بن الخزرج، بفتح المعجمة وسكون الزاي ثم جيم، ابن عامر بن بكر بن عامر الأكبر ابن عوف الكلبي.
صحابي مشهور، أول مشاهدة الخندق وقيل أحد، ولم يشهد بدرا، وكان يضرب به المثل في حسن الصورة، وكان جبريل عليه السلام ينزل في صورته، جاء ذلك من حديث أم سلمة، ومن حديث عائشة، وروى النسائي بإسناد صحيح، عن يحيى بن معمر، عن ابن عمر رضي الله تبارك وتعالى عنهما: كان جبرائيل يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صورة دحية الكلبي.
وروى الطبراني من حديث عقير بن معدان، عن قتادة، عن أنس - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
كان جبرائيل يأتيني على صورة دحية الكلبي فكان دحية رجلا جميلا.
وروى العجلي في تاريخه عن عوانة بن الحكم، قال: أجمل الناس من كان جبرائيل ينزل على صورته. قال ابن قتيبة في غريب الحديث: فأما حديث ابن عباس: كان دحية إذا قدم المدينة لم تبق معصر غلا خرجت تنظر غليه، فالمعنى بالمعصر العاتق.
وقد روى الترمذي من حديث المغيرة أن دحية أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم خفين فلبسهما، وروى أحمد من طريق الشعبي عن دحية، قال: قلت: يا رسول الله، ألا أحمل لك حمارا على فرس فينتج لك بغلا فتركبها؟ قال: إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون.
وقال ابن سعد أخبرنا وكيع، حدثنا ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قال:
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم دحية سرية وحده، وقد شهد دحية اليرموك، وكان على كردوس، وقد نزل دمشق وسكن المرة، وعاش إلى خلافة معاوية ز (الإصابة): 2 / 284 / 286 ترجمة رقم (2392)، (طبقات ابن سعد): 4 / 184.