إمتاع الأسماع - المقريزي - ج ٣ - الصفحة ٣٠٢
النبي صلى الله عليه وسلم قال: حوضه ما بين صنعاء والمدينة، فقال له المستورد: ألم تسمعه قال الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: ترى فيه الآنية مثل الكواكب (1).
وخرج مسلم وأحمد من حديث عبد العزيز بن عبد الصمد العمى، عن أبي عمران الجوني عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قلت:
يا رسول الله، ما آنية الحوض؟ قال: والذي نفس محمد بيده، لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء، وكواكبها، ألا في الليلة المظلمة المصحية، آنية الجنة من شرب منها لم يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة، من شرب منه لم يظمأ، عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة، وماؤه أشد بياضا من اللبن، وأحلى من العسل، ذكره في المناقب (2).
وله من حديث يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على قتلى أحد، ثم صعد المنبر كالمودع للأحياء والأموات فقال: إني فرطكم على الحوض، وإن عرضه كما بين أيلة إلى الجحفة (3)،

(١) المرجع السابق، حديث رقم (٦٥٩٢).
(٢) أخرجه مسلم في كتاب الفضائل، باب (9) إثبات حوض نبينا صلى الله عليه وسلم وشفاعته، حديث رقم (36). وأخرجه أحمد في (المسند): 6 / 184 - 185 عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، حديث رقم (20820)، وأخرجه أحمد بنحو منه في المرجع السابق 2 / 256، حديث رقم (5877) مسند عبد الله بن عمر.
(3) الجحفة: بالضم ثم السكون، والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل، وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمروا على المدينة، فإن مروا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة، وكان اسمها مهيعة، وإنما سميت الجحفة، لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام، وهي الآن خراب، وبينها وبين ساحل الحجاز نحو ثلاث مراحل، وبينها وبين المدينة ست مراحل.
وقال السكري: الجحفة: على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة، والجحفة أول الغور إلى مكة، وكذبك هي من الوجه الآخر إلى ذات عرق، وأول الثغر من طريق المدينة أيضا الجحفة.
وقال الكلبي: إن العماليق أخرجوا بني عقيل، وهم أخوة عاد بن رب، فنزلوا الجحفة، وكان اسمها يومئذ مهيعة، فجاءهم سيل واجتحفهم، فسميت الجحفة.
ولما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة استوبأها وحم أصحابه، فقال: اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وصححها، وبارك لنا في صاعها ومدها، وانقل حماها إلى الجحفة.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم نعس ليلة في بعض أسفاره، إذ استيقظ فأيقظ أصحابه وقال: مرت بي الحمى في صورة امرأة ثائرة الرأس منطقة إلى الجحفة، (معجم البلدان): 2 / 129.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»
الفهرست