ثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس بن أبي حازم قال: سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف فما بقي في يدي إلا صفحة يمانية. ثم رواه عن محمد بن المثنى عن يحيى بن إسماعيل حدثني قيس، سمعت خالد بن الوليد يقول: لقد دق في يدي يوم مؤتة تسعة أسياف وصبرت في يدي صفحة يمانية انفرد به البخاري. قال الحافظ أبو بكر البيهقي: ثنا أبو نصر بن قتادة، ثنا أبو عمرو مطر (1) ثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا الأسود بن شيبان، عن خالد بن سمير، قال: قدم علينا عبد الله بن رباح الأنصاري، وكانت الأنصار تفقهه، فغشيه الناس فغشيته فيمن غشيه فقال [حدثنا] أبو قتادة فارس رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيش الامراء، وقال عليكم زيد بن حارثة، وقال: إن أصيب زيد فجعفر، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، قال: فوثب جعفر وقال: يا رسول الله! ما كنت أرهب أن تستعمل زيدا علي قال: امض فإنك لا تدري أي ذلك خير، فانطلقوا فلبثوا ما شاء الله، فصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبر فأمر فنودي الصلاة جامعة، فاجتمع الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أخبركم عن جيشكم هذا، إنهم انطلقوا فلقوا العدو فقتل زيد شهيدا فاستغفر له، ثم أخذ اللواء جعفر فشد على القوم حتى قتل شهيدا شهدا له بالشهادة واستغفر له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فأثبت قدميه حتى قتل شهيدا فاستغفر له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الامراء، هو أمر نفسه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اللهم إنه سيف من سيوفك أنت تنصره " فمن يومئذ سمي خالد سيف الله (2). ورواه النسائي من حديث عبد الله بن المبارك عن الأسود بن شيبان به نحوه، وفيه زيادة حسنة وهو أنه عليه الصلاة والسلام لما اجتمع إليه الناس قال: باب خير باب خير وذكر الحديث. وقال الواقدي: حدثني عبد الجبار بن عمارة بن غزية، عن عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم.
قال: لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر وكشف الله له ما بينه وبين الشام، فهو ينظر إلى معتركهم، فقال أخذ الراية زيد بن حارثة فجاء الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت، وحبب إليه الدنيا فقال: الآن استحكم الايمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا، فمضى قدما حتى استشهد، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال استغفروا له، فقد دخل الجنة وهو شهيد. قال الواقدي: وحدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لما قتل زيد: أخذ الراية جعفر بن أبي طالب. فجاءه الشيطان فحبب إليه (3) الحياة وكره إليه الموت ومناه الدنيا فقال: الآن حين استحكم الايمان في قلوب المؤمنين يمنيني الدنيا، ثم مضى قدما