فأصبح نهي ونهب العبيد * بين عيينة والأقرع وقد كنت في الحرب ذا تدرئ * فلم أعط شيئا ولم أمنع إلا أفايل أعطيتها * عديد قوائمها الأربع (1) وما كان حصن ولا حابس * يفوقان مرداس في المجمع (2) وما كنت دون امرئ منهما * ومن تضع اليوم لا يرفع قال عروة وموسى بن عقبة عن الزهري: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له " أنت القائل أصبح نهبي ونهب العبيد بين الأقرع وعيينة؟ " فقال أبو بكر: ما هكذا قال يا رسول الله ولكن والله ما كنت بشاعر وما ينبغي لك، فقال " كيف قال؟ " فأنشده أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " هما سواء ما يضرك بأيهما بدأت " ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " اقطعوا عني لسانه " فخشي بعض الناس أن يكون أراد المثلة به وإنما أراد النبي صلى الله عليه وسلم العطية، قال وعبيد فرسه (3)، وقال البخاري: حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة عن أبي موسى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وهو نازل بالجعرانة بين مكة والمدينة (4) ومعه بلال، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: ألا تنجز لي ما وعدتني؟ فقال له " ابشر " فقال: قد أكثرت على من أبشر! فأقبل على أبي موسى وبلال كهيئة الغضبان فقال " رد البشرى فأقبلا أنتما " ثم دعا بقدح فيه ماء فغسل يديه ووجهه فيه ومج فيه ثم قال: " اشربا منه وافرغا على وجوهكما ونحوركما وأبشرا " فأخذا القدح ففعلا، فنادت أم سلمة من وراء الستر أن أفضلا لأمكما. فأفضلا لها منه طائفة. هكذا رواه. وقال البخاري: حدثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، قال: مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء. وقد ذكر ابن إسحاق الذين أعطاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ مائة من الإبل وهم: أبو سفيان صخر بن حرب، وابنه معاوية، وحكيم بن حزام، والحارث (5) بن كلدة أخو بني عبد
(٤١٣)