الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب (1). قال ابن إسحاق: فحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب، وحدثني من لا أتهم عن ابن عباس: أن الله أنزل في ذلك (وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين) الآية [النحل: 126]. قال: فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة. قلت: هذه الآية مكية (2) وقصة أحد بعد الهجرة بثلاث سنين فكيف يلتئم هذا. فالله أعلم. قال: وحدثني حميد الطويل عن الحسن عن سمرة [بن جندب] قال: ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام قط ففارقه، حتى يأمر بالصدقة وينهى عن المثلة. وقال ابن هشام: ولما وقف النبي صلى الله عليه وسلم على حمزة قال " لن أصاب بمثلك أبدا، ما وقفت قط موقفا أغيظ إلي من هذا " ثم قال " جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة مكتوب في [أهل] السماوات السبع: حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله " قال ابن هشام: وكان حمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد أخو رسول الله صلى الله عليه وسلم من الرضاعة أرضعتهم ثلاثتهم ثويبة مولاة أبي لهب.
الصلاة على حمزة وقتلى أحد وقال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم عن مقسم، عن ابن عباس قال: " أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة فسجي ببردة ثم صلى عليه، فكبر سبع تكبيرات ثم أتي بالقتلى يوضعون إلى حمزة، فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة " وهذا غريب وسنده ضعيف. قال السهيلي: ولم يقل به أحد من علماء الأمصار (3). وقد قال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، حدثنا عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود قال: إن النساء كن يوم أحد خلف المسلمين يجهزن على جرحى المشركين فلو حلفت يومئذ رجوت أن أبر أنه ليس أحد منا يريد الدنيا حتى أنزل الله (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم .