الحكم، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن، وأمره أن يغير عليهم، فخرج وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى جاءهم وهم غارين، وقد أوعز إلى أصحابه أن لا تمعنوا في الطلب، فأصابوا نعما كثيرا وشاء، فاستاقوا ذلك حتى إذا قدموا المدينة (1) فكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا كل رجل (2) ثم قدم أهلوهم مسلمين فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أميرهم في ردهن إليهم، فقال نعم فردوهن وخير التي عنده الجارية فاختارت المقام عنده، وقد تكون هذه السرية هي المذكورة فيما رواه الشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد فكان فيهم عبد الله بن عمر، قال فأصبنا إبلا كثيرا فبلغت سهامنا إثنا عشر بعيرا ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا أخرجاه في الصحيحين (3) من حديث مالك، ورواه مسلم أيضا من حديث الليث ومن حديث عبد الله كلهم عن نافع عن ابن عمر بنحوه. وقال أبو داود: حدثنا هناد، حدثنا عبدة عن محمد بن إسحاق عن نافع عن ابن عمر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد فخرجت فيها فأصبنا نعما كثيرا فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا لكل إنسان، ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بيننا غنيمتنا فأصاب كل رجل منا اثنا عشر بعيرا بعد الخمس وما حاسبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحبنا ولا عاب عليه ما صنع فكان لكل منا ثلاثة عشر بعيرا بنفله (4).
سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة قال الواقدي: حدثنا محمد بن عبد الله [عن] الزهري قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من [أرض] الشام، فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا، فدعوهم إلى الاسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل، فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا، فارتث منهم رجل جريح في القتلى، فلما أن برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم بالبعثة إليه فبلغه أنهم ساروا إلى موضع آخر (5).