ابن أبي حدرد لما رجع فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر هوازن كذبه عمر بن الخطاب، فقال له ابن أبي حدرد. لئن كذبتني يا عمر فربما كذبت بالحق، فقال عمر ألا تسمع ما يقول يا رسول الله؟
فقال " قد كنت ضالا فهداك الله ". وقد قال الإمام أحمد: ثنا يزيد بن هارون، أنبأ شريك بن عبد العزيز بن رفيع، عن أمية بن صفوان بن أمية. عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من أمية يوم حنين أدراعا فقال أغصبا يا محمد؟ فقال " بل عارية مضمونة " قال: فضاع بعضها فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضمنها له فقال: أنا اليوم يا رسول الله في الاسلام أرغب.
ورواه أبو داود والنسائي من حديث يزيد بن هارون به وأخرجه النسائي من رواية إسرائيل عن عبد العزيز بن رفيع عن ابن أبي مليكة عبد الرحمن بن صفوان بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان دروعا فذكره. ورواه من حديث هشيم، عن حجاج عن عطاء أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعار من صفوان أدراعا وأفراسا وساق الحديث. وقال أبو داود: ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أناس من آل عبد الله بن صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " يا صفوان هل عندك من سلاح؟ " قال عارية أم غصبا، قال " بل عارية " فأعار ما بين الثلاثين إلى الأربعين درعا وغزا رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا فلما هزم المشركون جمعت دروع صفوان ففقد منها أدراعا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصفوان " قد فقدنا من أدراعك أدراعا فهل نغرم لك؟ " قال:
لا يا رسول الله إن في قلبي اليوم ما لم يكن فيه يومئذ. وهذا مرسل أيضا. قال ابن إسحاق: ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم معه ألفان من أهل مكة مع عشرة آلاف من أصحابه الذين خرجوا معه ففتح الله بهم مكة فكانوا اثني عشر ألفا.
قلت: وعلى قول عروة والزهري وموسى بن عقبة يكون مجموع الجيشين اللذين سار بهما إلى هوازن أربعة عشر ألفا، لأنه قدم باثني عشر ألفا إلى مكة على قولهم وأضيف ألفان من الطلقاء.
وذكر ابن إسحاق أنه خرج من مكة في خامس شوال قال واستخلف على أهل مكة عتاب بن أسيد (1) بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس الأموي.
قلت: وكان عمره إذ ذاك قريبا من عشرين سنة، قال ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد لقاء هوازن وذكر قصيدة العباس بن مرداس السلمي في ذلك منها قوله:
أبلغ هوازن أعلاها وأسفلها * مني رسالة نصح فيه تبيان إني أظن رسول الله صابحكم * جيشا له في فضاء الأرض أركان فيهم سليم أخوكم غير تارككم * والمسلمون عباد الله غسان وفي عضادته اليمنى بنو أسد * والأجربان بنو عباس وذبيان .