الله إن أبا سفيان رجل شحيح (1) فهل علي حرج أن أطعم من الذي له؟ قال " لا بالمعروف " (2) ورواه البخاري عن يحيى بن بكير بنحوه وتقدم ما يتعلق باسلام أبي سفيان وقال أبو داود: ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة: " لا هجرة ولكن جهاد ونية، وإذا استنفرتم الا فانفروا " (3) ورواه البخاري عن عثمان بن أبي شيبة، ومسلم عن يحيى بن يحيى عن جرير. وقال الإمام أحمد : ثنا عفان، ثنا وهب، ثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن صفوان بن أمية: أنه قيل له إنه لا يدخل الجنة إلا من هاجر فقلت له: لا أدخل منزلي حتى أسأل رسول الله ما سأله فأتيته فذكرت له فقال " لا هجرة بعد فتح مكة ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا " تفرد به أحمد. وقال البخاري: ثنا محمد بن أبي بكر، ثنا الفضيل بن سليمان، ثنا عاصم، عن أبي عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود قال: انطلقت بأبي معبد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه على الهجرة فقال " مضت الهجرة لأهلها أبايعه على الاسلام والجهاد " فلقيت أبا معبد فسألته فقال: صدق مجاشع (4). وقال خالد عن أبي عثمان عن مجاشع أنه جاء بأخيه مجالد. وقال البخاري: ثنا عمرو بن خالد، ثنا زهير، ثنا عاصم، عن أبي عثمان قال: حدثني مجاشع قال: أتيت رسول الله بأخي بعد يوم الفتح فقلت: يا رسول الله جئتك بأخي لتبايعه على الهجرة قال " ذهب أهل الهجرة بما فيها " فقلت على أي شئ تبايعه؟ قال " أبايعه على الاسلام والايمان والجهاد " فلقيت أبا معبد بعد وكان أكبرهما سنا فسألته فقال: صدق مجاشع. وقال البخاري: ثنا محمد بن بشار ثنا غندر ثنا شعبة عن أبي بشر عن مجاهد قال: قلت لابن عمر: أريد أن أهاجر إلى الشام؟ فقال: لا هجرة ولكن انطلق فأعرض نفسك فإن وجدت شيئا وإلا رجعت. وقال أبو النصر أنا شعبة أنا أبو بشر سمعت مجاهدا قال: قلت لابن عمر فقال: لا هجرة اليوم - أو بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم - مثله. حدثنا إسحاق بن يزيد، ثنا يحيى بن حمزة، حدثني أبو عمرو الأوزاعي عن عبدة بن أبي لبابة عن مجاهد ابن جبير أن عبد الله بن عمر قال: لا هجرة بعد الفتح. وقال البخاري: ثنا إسحاق بن يزيد أنا يحيى بن حمزة أنا الأوزاعي عن عطاء بن أبي رباح قال: زرت عائشة مع عبيد بن عمير فسألها عن الهجرة فقالت لا هجرة اليوم. وكان المؤمنون يفر أحدهم بدينه إلى الله عز وجل وإلى رسوله مخافة أن يفتن عليه، فأما اليوم فقد أظهر الله الاسلام فالمؤمن يعبد ربه حيث يشاء ولكن جهاد ونية.
(٣٦٦)