البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٣٦٥
محمد بن الأسود بن خلف أنه بايعهم على الايمان بالله وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله تفرد به أحمد (1) وعند البيهقي: فجاءه الناس الكبار والصغار والرجال والنساء فبايعهم على الاسلام والشهادة. وقال ابن جرير: ثم اجتمع الناس بمكة لبيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الاسلام فجلس لهم - فيما بلغني - على الصفا وعمر بن الخطاب أسفل من مجلسه، فأخذ على الناس السمع والطاعة لله ولرسوله فيما استطاعوا، قال: فلما فرغ من بيعة الرجال بايع النساء وفيهن هند بنت عتبة متنقبة متنكرة لحدثها، لما كان من صنيعها بحمزة فهي تخاف أن يأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحدثها ذلك، فلما دنين من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبايعهن قال " بايعنني على أن لا تشركن بالله شيئا " فقالت هند: والله إنك لتأخذ علينا ما لا تأخذه من الرجال؟ " ولا تسرقن " فقالت: والله إني كنت أصبت من مال أبي سفيان الهنة بعد الهنة وما كنت أدري أكان ذلك علينا حلالا أم لا؟ فقال أبو سفيان - وكان شاهدا لما تقول - أما ما أصبت فيما مضى فأنت منه في حل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وإنك لهند بنت عتبة؟ " قالت: نعم فاعف عما سلف عفا الله عنك ثم قال " ولا يزنين " فقالت: يا رسول الله وهل تزني الحرة؟ ثم قال " ولا تقتلن أولادكن " قالت: قد ربيناهم صغارا حتى قتلتهم أنت وأصحابك ببدر كبارا (2) فضحك عمر بن الخطاب حتى استغرق. ثم قال " ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن " فقلت: والله إن إتيان البهتان لقبيح، ولبعض التجاوز أمثل. ثم قال " ولا يعصينني " فقالت (3): في معروف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر " بايعهين واستغفر لهن الله إن الله غفور رحيم " فبايعهن عمر وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء ولا يمس إلا امرأة أحلها الله له أو ذات محرم منه. وثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: لا والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط وفي رواية ما كان يبايعهن إلا كلاما ويقول " إنما قولي لامرأة واحدة كقولي لمائة امرأة " وفي الصحيحين عن عائشة أن هندا بنت عتبة امرأة أبي سفيان أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح لا يعطيني من النفقة ما يكفيني ويكفي بني فهل علي من حرج إذا أخذت من ماله بغير علمه؟ قال خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك ويكفي بنيك. وروى البيهقي من طريق يحيى بن بكير، عن الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت: يا رسول الله ما كان مما على وجه الأرض أخباء أو خباء - الشك من أبي بكر - أحب إلي من أن يذلوا من أهل أخبائك - أو خبائك - ثم ما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل أخباء أو خباء أحب إلي من أن يعزوا من أهل أخبائك، أو خبائك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " وأيضا والذي نفس محمد بيده " قالت: يا رسول

(1) مسند الإمام أحمد ج 3 / 415. ودلائل البيهقي ج 5 / 94.
(2) العبارة في الطبري: قد ربيناهم صغارا وقتلتهم يوم بدر كبارا فأنت وهم أعلم.
(3) العبارة في الطبري: ولا تعصينني في معروف، قالت: ما جلسنا هذا المجلس ونحن نريد أن نعصيك في معروف
(٣٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 370 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سنة ثلاث من الهجرة 3
2 غزوة الفرع من بحران 4
3 خبر يهود بني قينقاع من المدينة 4
4 سرية زيد بن حارثة 5
5 مقتل كعب بن الأشرف 6
6 غزوة أحد في شوال سنة ثلاث 11
7 مقتل حمزة رضي الله عنه 20
8 فصل 25
9 فصل 32
10 فيما لقي النبي (ص) يومئذ من المشركين قبحهم الله 32
11 فصل 38
12 فصل 38
13 فصل 39
14 دعاء النبي (ص) يوم أحد 43
15 فصل 44
16 الصلاة على حمزة وقتلى أحد 45
17 فصل 52
18 فصل 52
19 خروج النبي (ص) بأصحابه على ما بهم من القرح والجراح في أثر أبي سفيان 56
20 فصل 60
21 فيما تقاول به المؤمنون والكفار في وقعة أحد من الأشعار 60
22 آخر الكلام على وقعة أحد 70
23 فصل 70
24 سنة أربع من الهجرة النبوية 70
25 غزوة الرجيع 71
26 سرية عمر بن أمية الضمري 79
27 سرية بئر معونة 81
28 غزوة بني النضير 85
29 وفيها سورة الحشر 85
30 قصة عمرو بن سعدى القرظي 92
31 غزوة بني لحيان 93
32 غزوة ذات الرقاع 95
33 قصة غورث بن الحارث 96
34 قصة الذي أصيبت امرأته يومذاك 98
35 قصة جمل جابر 99
36 قصة بدر الآخرة 100
37 فصل 103
38 في جملة من الحوادث الواقعة سنة أربع من الهجرة 103
39 سنة خمس من الهجرة النبوية 105
40 غزوة دومة الجندل في ربيع الأول منها 105
41 غزوة الخندق أو الأحزاب 106
42 فصل 117
43 فصل 127
44 فصل في دعائه (ع) على الأحزاب 127
45 فصل 133
46 فصل في غزوة بني قريظة 133
47 وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه 145
48 فصل 145
49 فصل الأشعار في الخندق وبني قريظة 145
50 مقتل أبي رافع اليهودي 156
51 مقتل خالد بن سفيان الهزلي 160
52 قصة عمرو بن العاص مع النجاشي 161
53 فصل 163
54 فصل في تزويج النبي (ص) بأم حبيبة 163
55 تزويجه بزينب بنت جحش 166
56 نزول الحجاب صبيحة عرس زينب 167
57 سنة ست من الهجرة 170
58 غزوة ذي قرد 170
59 غزوة بني المصطلق من خزاعة 178
60 قصة الإفك 182
61 غزوة الحديبية 188
62 سياق البخاري لعمرة الحديبية 197
63 فصل في السرايا التي كانت في سنة ست من الهجرة 202
64 فصل فيما وقع من الحوادث في هذه السنة 205
65 سنة سبع من الهجرة 206
66 غزوة خيبر في أولها 206
67 فصل 218
68 ذكر قصة صفية بنت حيي النضرية 222
69 فصل 224
70 فتح حصونها وقسيمة أرضها 225
71 فصل 232
72 ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب ومسلمو الحبشة المهاجرون 233
73 قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر 237
74 فصل 241
75 فصل 244
76 من استشهد بخيبر من الصحابة 244
77 خبر الحجاج بن علاط البهزي 244
78 فصل 248
79 مروره (ص) بوادي القرى ومحاصرة اليهود ومصالحتهم 248
80 فصل 249
81 سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة 250
82 سرية عمر بن الخطاب إلى تربة وراء مكة بأربعة أميال 251
83 سرية عبد الله بن رواحة إلى يسير بن رزام اليهودي 251
84 سرية أخرى مع بشير بن سعد 252
85 سرية بني حدرد إلى الغابة 254
86 السرية التي قتل فيها محلم بن جثامة عامر بن الأضبط 255
87 سرية عبد الله بن حذافة السهمي 257
88 عمرة القضاء 258
89 قصة تزويجه (ع) بميمونة 265
90 ذكر خروجه (ص) من مكة بعد قضاء عمرته 266
91 فصل 268
92 سنة ثمان من الهجرة النبوية 269
93 إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة 269
94 طريق إسلام خالد بن الوليد 272
95 سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى هوازن 273
96 غزوة مؤتة 274
97 سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة 275
98 فصل 286
99 فصل 289
100 في فضل هؤلاء الأمراء الثلاثة زيد وجعفر وعبد الله رضي الله عنهم 290
101 فصل في من استشهد يوم مؤتة 295
102 حديث فيه فضيلة عظيمة لأمراء هذه السرية 296
103 ما قيل من الأشعار في غزوة مؤتة 297
104 كتاب بعث رسول الله (ص) إلى ملوك الآفاق وكتبه إليهم 298
105 إرساله (ص) إلى ملك العرب من النصارى بالشام 305
106 بعثه إلى كسرى ملك الفرس 306
107 بعثه (ص) إلى المقوقس صاحب مدينة الإسكندرية واسمه جريج بن مينا القبطي 310
108 غزوة ذات السلاسل 311
109 سرية أبي عبيدة إلى سيف البحر 314
110 بسم الله الرحمن الرحيم 317
111 قصة حاطب بن أبي بلتعة 323
112 فصل 325
113 فصل 328
114 فصل 329
115 صفة دخوله مكة 334
116 فصل 354
117 بعث خالد بن الوليد لهدم العزى 361
118 فصل في مدة إقامته (ع) بمكة 362
119 فصل فيما حكم (ع) بمكة من الأحكام 363
120 فصل 364
121 غزوة هوازن يوم حنين 368
122 الوقعة وما كان أول الأمر من الفرار ثم العاقبة للمتقين 373
123 فصل 384
124 غزوة أوطاس 385
125 من استشهد يوم حنين وأوطاس 388
126 ما قيل من الأشعار في غزوة هوازن 388
127 بسم الله الرحمن الرحيم - غزوة الطائف 394
128 مرجعه (ع) من الطائف وقسمة غنائم هوازن 403
129 قدوم مالك بن عوف النصري على الرسول 413
130 إعتراض بعض أهل الشقاق على الرسول 415
131 مجيء أخت رسول الله (ص) من الرضاعة عليه بالجعرانة 416
132 عمرة الجعرانة في ذي القعدة 419
133 إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته: بانت سعاد 422
134 الحوادث المشهورة في سنة ثمان والوفيات 430