أن تصنعوا لهم طعاما فإنهم قد شغلوا بأمر صاحبهم " (1) وهكذا رواه الإمام أحمد من حديث ابن إسحاق، ورواه ابن إسحاق من طريق عبد الله بن أبي بكر عن أم عيسى، عن أم عون بنت محمد ابن جعفر، عن أسماء فذكر الامر بعمل الطعام، والصواب أنها أم جعفر وأم عون. وقال الإمام أحمد : حدثنا سفيان، ثنا جعفر بن خالد، عن أبيه عن عبد الله بن جعفر قال: لما جاء نعي جعفر حين قتل قال النبي صلى الله عليه وسلم " اصنعوا لآل جعفر طعاما فقد أتاهم أمر يشغلهم، أو أتاهم ما يشغلهم " وهكذا رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة عن جعفر بن خالد بن سارة المخزومي المكي، عن أبيه، عن عبد الله بن جعفر وقال الترمذي حسن. ثم قال محمد بن إسحاق: حدثني عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: لما أتى نعي جعفر عرفنا في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم الحزن. قالت فدخل عليه رجل فقال يا رسول الله إن النساء عييننا وفتننا، قال " أرجع إليهن فأسكتهن " قالت فذهب ثم رجع فقال له مثل ذلك، قالت [يقول] وربما ضر التكلف - يعني أهله - قالت قال: فاذهب فأسكتهن فإن أبين فاحثوا في أفواههن التراب " قالت: وقلت في نفسي أبعدك الله! فوالله ما تركت نفسك وما أنت بمطيع رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: وعرفت أنه لا يقدر يحثي في أفواههن التراب. إنفرد به ابن إسحاق من هذا الوجه وليس في شئ من الكتب (2). وقال البخاري: ثنا قتيبة، ثنا عبد الوهاب: سمعت يحيى بن سعيد قال: أخبرتني عمرة، قالت: سمعت عائشة تقول: لما قتل زيد بن حارثة وجعفر بن أبي طالب وعبد الله بن رواحة جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرف في وجهه الحزن، قالت عائشة: وأنا اطلع من صاير الباب - شق - فأتاه رجل فقال: أي رسول الله إن نساء جعفر وذكر بكاءهن، فأمره أن ينهاهن قالت: فذهب الرجل [ثم أتى فقال: قد نهيتهن وذكر أنه لم يطعنه قال فأمر أيضا فذهب] ثم أتى فقال: والله لقد غلبتنا، فزعمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " فاحث في أفواههن من التراب " قالت عائشة رضي الله عنها: فقلت: أرغم الله أنفك، فوالله ما أنت تفعل ذلك وما تركت رسول الله صلى الله عليه وسلم من العناء (3). وهكذا رواه مسلم وأبو داود والنسائي من طرق عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن عمرة عنها. وقال الإمام أحمد:
حدثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، سمعت محمد بن أبي يعقوب يحدث عن الحسن بن سعد، عن عبد الله بن جعفر قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا استعمل عليهم زيد بن حارثة، وقال " إن قتل زيد أو استشهد فأميركم جعفر، فإن قتل أو استشهد فأميركم عبد الله بن رواحة " فلقوا العدو فأخذ الراية زيد فقاتل حتى قتل، ثم أخذ الراية جعفر فقاتل حتى قتل، ثم أخذها عبد الله بن