البداية والنهاية - ابن كثير - ج ٤ - الصفحة ٢٧
ابن هشام: وزعم ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد عن أبيه عن أبي سعيد أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكسر رباعيته اليمنى السفلى، وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته وان عبد الله بن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته، ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عملها أبو عامر ليقع فيها المسلمون فأخذ علي بن أبي طالب بيده ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ومص مالك بن سنان أبو أبي سعيد الدم من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال من مس دمه دمي لم تمسسه النار قلت: وذكر قتادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وقع لشقه أغمي عليه فمر به سالم مولى أبي حذيفة فأجلسه ومسح الدم عن وجهه فأفاق وهو يقول كيف يفلح قوم فعلوا هذا بنبيهم وهو يدعوهم إلى الله فأنزل الله (ليس لك من الامر شئ) الآية. رواه ابن جرير وهو مرسل وسيأتي بسط هذا في فصل وحده.
قلت: كان أول النهار للمسلمين على الكفار كما قال الله تعالى (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بأذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الامر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين * إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم) الآية [آل عمران: 152 - 153]. قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله، حدثني أبي حدثني سليمان بن داود، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن أبيه، عن عبيد الله، عن ابن عباس أنه قال: ما نصر الله في موطن كما نصر يوم أحد قال فأنكر ذلك فقال: بيني وبين من أنكر ذلك كتاب الله إن الله يقول في يوم أحد (ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه) يقول ابن عباس والحس القتل (حتى إذا فشلتم) إلى قوله (ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين) وإنما عنى بهذا الرماة وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في موضع. ثم قال أحموا ظهورنا فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا وان رأيتمونا نغنم فلا تشركونا. فلما غنم النبي صلى الله عليه وسلم وأباحوا عسكر المشركين أكب الرماة جميعا فدخلوا في العسكر ينهبون وقد التقت صفوف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم هكذا (وشبك بين أصابع يديه) والتبسوا فلما أخل الرماة تلك المحلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فضرب بعضهم بعضا فالتبسوا وقتل من المسلمين ناس كثير وقد كان لرسول الله وأصحابه أول النهار حتى قتل من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة وجال المسلمون جولة نحو الجبل ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار، إنما كان تحت المهراس، وصاح الشيطان:
قتل محمد! فلم يشك فيه أنه حق، فما زلنا كذلك ما نشك أنه حق حتى طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين السعدين نعرفه بتكفيه إذا مشى. قال: ففرحنا كأنه لم يصبنا ما أصابنا. قال فرقى نحونا، وهو يقول: اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله. ويقول مرة أخرى: اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتى انتهى إلينا فمكث ساعة أبو سفيان يصيح في أسفل الجبل: أعل هبل أعل هبل، مرتين (يعني آلهته)، أين ابن أبي كبشة؟ أين ابن أبي قحافة؟ أين ابن الخطاب؟ فقال عمر بن
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 سنة ثلاث من الهجرة 3
2 غزوة الفرع من بحران 4
3 خبر يهود بني قينقاع من المدينة 4
4 سرية زيد بن حارثة 5
5 مقتل كعب بن الأشرف 6
6 غزوة أحد في شوال سنة ثلاث 11
7 مقتل حمزة رضي الله عنه 20
8 فصل 25
9 فصل 32
10 فيما لقي النبي (ص) يومئذ من المشركين قبحهم الله 32
11 فصل 38
12 فصل 38
13 فصل 39
14 دعاء النبي (ص) يوم أحد 43
15 فصل 44
16 الصلاة على حمزة وقتلى أحد 45
17 فصل 52
18 فصل 52
19 خروج النبي (ص) بأصحابه على ما بهم من القرح والجراح في أثر أبي سفيان 56
20 فصل 60
21 فيما تقاول به المؤمنون والكفار في وقعة أحد من الأشعار 60
22 آخر الكلام على وقعة أحد 70
23 فصل 70
24 سنة أربع من الهجرة النبوية 70
25 غزوة الرجيع 71
26 سرية عمر بن أمية الضمري 79
27 سرية بئر معونة 81
28 غزوة بني النضير 85
29 وفيها سورة الحشر 85
30 قصة عمرو بن سعدى القرظي 92
31 غزوة بني لحيان 93
32 غزوة ذات الرقاع 95
33 قصة غورث بن الحارث 96
34 قصة الذي أصيبت امرأته يومذاك 98
35 قصة جمل جابر 99
36 قصة بدر الآخرة 100
37 فصل 103
38 في جملة من الحوادث الواقعة سنة أربع من الهجرة 103
39 سنة خمس من الهجرة النبوية 105
40 غزوة دومة الجندل في ربيع الأول منها 105
41 غزوة الخندق أو الأحزاب 106
42 فصل 117
43 فصل 127
44 فصل في دعائه (ع) على الأحزاب 127
45 فصل 133
46 فصل في غزوة بني قريظة 133
47 وفاة سعد بن معاذ رضي الله عنه 145
48 فصل 145
49 فصل الأشعار في الخندق وبني قريظة 145
50 مقتل أبي رافع اليهودي 156
51 مقتل خالد بن سفيان الهزلي 160
52 قصة عمرو بن العاص مع النجاشي 161
53 فصل 163
54 فصل في تزويج النبي (ص) بأم حبيبة 163
55 تزويجه بزينب بنت جحش 166
56 نزول الحجاب صبيحة عرس زينب 167
57 سنة ست من الهجرة 170
58 غزوة ذي قرد 170
59 غزوة بني المصطلق من خزاعة 178
60 قصة الإفك 182
61 غزوة الحديبية 188
62 سياق البخاري لعمرة الحديبية 197
63 فصل في السرايا التي كانت في سنة ست من الهجرة 202
64 فصل فيما وقع من الحوادث في هذه السنة 205
65 سنة سبع من الهجرة 206
66 غزوة خيبر في أولها 206
67 فصل 218
68 ذكر قصة صفية بنت حيي النضرية 222
69 فصل 224
70 فتح حصونها وقسيمة أرضها 225
71 فصل 232
72 ذكر قدوم جعفر بن أبي طالب ومسلمو الحبشة المهاجرون 233
73 قصة الشاة المسمومة والبرهان الذي ظهر 237
74 فصل 241
75 فصل 244
76 من استشهد بخيبر من الصحابة 244
77 خبر الحجاج بن علاط البهزي 244
78 فصل 248
79 مروره (ص) بوادي القرى ومحاصرة اليهود ومصالحتهم 248
80 فصل 249
81 سرية أبي بكر الصديق إلى بني فزارة 250
82 سرية عمر بن الخطاب إلى تربة وراء مكة بأربعة أميال 251
83 سرية عبد الله بن رواحة إلى يسير بن رزام اليهودي 251
84 سرية أخرى مع بشير بن سعد 252
85 سرية بني حدرد إلى الغابة 254
86 السرية التي قتل فيها محلم بن جثامة عامر بن الأضبط 255
87 سرية عبد الله بن حذافة السهمي 257
88 عمرة القضاء 258
89 قصة تزويجه (ع) بميمونة 265
90 ذكر خروجه (ص) من مكة بعد قضاء عمرته 266
91 فصل 268
92 سنة ثمان من الهجرة النبوية 269
93 إسلام عمرو بن العاص وخالد بن الوليد وعثمان بن طلحة 269
94 طريق إسلام خالد بن الوليد 272
95 سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى هوازن 273
96 غزوة مؤتة 274
97 سرية كعب بن عمير إلى بني قضاعة 275
98 فصل 286
99 فصل 289
100 في فضل هؤلاء الأمراء الثلاثة زيد وجعفر وعبد الله رضي الله عنهم 290
101 فصل في من استشهد يوم مؤتة 295
102 حديث فيه فضيلة عظيمة لأمراء هذه السرية 296
103 ما قيل من الأشعار في غزوة مؤتة 297
104 كتاب بعث رسول الله (ص) إلى ملوك الآفاق وكتبه إليهم 298
105 إرساله (ص) إلى ملك العرب من النصارى بالشام 305
106 بعثه إلى كسرى ملك الفرس 306
107 بعثه (ص) إلى المقوقس صاحب مدينة الإسكندرية واسمه جريج بن مينا القبطي 310
108 غزوة ذات السلاسل 311
109 سرية أبي عبيدة إلى سيف البحر 314
110 بسم الله الرحمن الرحيم 317
111 قصة حاطب بن أبي بلتعة 323
112 فصل 325
113 فصل 328
114 فصل 329
115 صفة دخوله مكة 334
116 فصل 354
117 بعث خالد بن الوليد لهدم العزى 361
118 فصل في مدة إقامته (ع) بمكة 362
119 فصل فيما حكم (ع) بمكة من الأحكام 363
120 فصل 364
121 غزوة هوازن يوم حنين 368
122 الوقعة وما كان أول الأمر من الفرار ثم العاقبة للمتقين 373
123 فصل 384
124 غزوة أوطاس 385
125 من استشهد يوم حنين وأوطاس 388
126 ما قيل من الأشعار في غزوة هوازن 388
127 بسم الله الرحمن الرحيم - غزوة الطائف 394
128 مرجعه (ع) من الطائف وقسمة غنائم هوازن 403
129 قدوم مالك بن عوف النصري على الرسول 413
130 إعتراض بعض أهل الشقاق على الرسول 415
131 مجيء أخت رسول الله (ص) من الرضاعة عليه بالجعرانة 416
132 عمرة الجعرانة في ذي القعدة 419
133 إسلام كعب بن زهير بن أبي سلمى وذكر قصيدته: بانت سعاد 422
134 الحوادث المشهورة في سنة ثمان والوفيات 430