وقال أبو عبيدة: معناه إفراغه دلو.
قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل كل من أنبت منهم. فحدثني شعبة بن الحجاج عن عبد الملك بن عمير، عن عطية القرظي قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر أن يقتل من بني قريظة كل من أنبت منهم، وكنت غلاما فوجدوني لم أنبت فخلوا سبيلي. ورواه أهل السنن الأربعة من حديث عبد الملك بن عمير عن عطية القرظي نحوه. وقد استدل به من ذهب من العلماء إلى أن إنبات الشعر الخشن حول الفرج دليل على البلوغ، بل هو بلوغ في أصح قولي الشافعي. ومن العلماء من يفرن بين صبيان أهل الذمة فيكون بلوغا في حقهم دون غيرهم، لان المسلم قد يتأذى بذلك لمقصد. وقد روى [ابن] (1) إسحاق: عن أيوب بن عبد الرحمن أن سلمى بنت قيس، أم المنذر استطلقت من رسول الله صلى الله عليه وسلم رفاعة بن شموال (2)، وكان قد بلغ، فلاذ بها، وكان يعرفهم قبل ذلك فأطلقه لها، وكانت قالت: يا رسول الله إن رفاعة يزعم أنه سيصلي ويأكل لحم الجمل. فأجابها إلى ذلك فأطلقه. قال ابن إسحاق: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة قالت: لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة (3)، قالت والله انها لعندي تحدث معي، تضحك ظهرا وبطنا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالها في السوق، إذ هتف هاتف باسمها: أين فلانة؟ قالت: أنا والله، قالت: قلت لها: ويلك مالك؟ قالت أقتل! قلت ولم؟ قالت: لحدث أحدثته، قالت: فانطلق بها فضربت عنقها، وكانت عائشة تقول فوالله ما أنسى عجبا منها، طيب نفسها وكثرة ضحكها وقد عرفت أنها تقتل. هكذا رواه الإمام أحمد عن يعقوب بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن إسحاق به. قال ابن إسحاق (4): هي التي طرحت الرحا على خلاد بن سويد فقتلته، يعني فقتلها رسول الله صلى الله عليه وسلم به. قال ابن إسحاق:
في موضع آخر وسماها نباتة امرأة الحكم القرظي. قال ابن إسحاق: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم أموال بني قريظة ونساءهم وأبناءهم على المسلمين، بعد ما أخرج الخمس، وقسم للفارس ثلاثة أسهم سهمين للفرس وسهما لراكبه وسهما للراجل، وكانت الخيل يومئذ ستا وثلاثين. قال: وكان أول فئ وقعت فيه السهمان وخمس. قال ابن إسحاق: وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن زيد بسبايا من بني قريظة إلى نجد فابتاع بها خيلا وسلاحا. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اصطفى من نسائهم ريحانة بنت عمرو بن خناقة، إحدى نساء بني عمرو بن قريظة (5) وكان عليها حتى توفي عنها وهي