الحسن البصري قال: اهتز عرش الرحمن فرحا بروحه (1). وقال الحافظ البزار: حدثنا زهير بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس قال: لما حملت جنازة سعد قال المنافقون ما أخف جنازته، وذلك لحكمه في بني قريظة، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا ولكن الملائكة تحملته. إسناد جيد. وقال البخاري: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق: سمعت البراء بن عازب يقول: أهديت للنبي صلى الله عليه وسلم حلة حرير فجعل أصحابه يمسونها ويعجبون من لينها فقال: أتعجبون من لين هذه؟ لمناديل سعد بن معاذ خير منها أو ألين ثم قال: رواه قتادة والزهري: سمعنا أنسا عن النبي صلى الله عليه وسلم وقال أحمد: حدثنا عبد الوهاب، عن سعيد، هو ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك: أن أكيدر دومة: أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة وذلك قبل أن ينهى عن الحرير فلبسها فعجب الناس منها فقال: والذي نفسي بيده لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذه. وهذا إسناد على شرط الشيخين ولم يخرجوه. وإنما ذكره البخاري تعليقا. وقال أحمد: حدثنا يزيد، حدثنا محمد بن عمرو، حدثني واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ قال محمد: وكان واقد من أحسن الناس وأعظمهم وأطولهم. قال: دخلت على أنس بن مالك فقال لي: من أنت؟ قلت أنا واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ فقال إنك بسعد لشبيه، ثم بكى وأكثر البكاء، وقال رحمة الله على سعد كان من أعظم الناس وأطولهم ثم قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشا إلى أكيدر دومة فأرسل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة من ديباج منسوج فيها الذهب فلبسها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام على المنبر وجلس فلم يتكلم، ثم نزل فجعل الناس يلمسون الجبة، وينظرون إليها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتعجبون منها لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن مما ترون. وهكذا رواه الترمذي والنسائي من حديث محمد بن عمرو به. وقال الترمذي حسن صحيح. قال ابن إسحاق بعد ذكر اهتزاز العرش لموت سعد بن معاذ وفي ذلك يقول رجل من الأنصار:
وما اهتز عرش الله من موت هالك * سمعنا به إلا لسعد أبي عمرو قال: وقالت أمه يعني كبيشسة (2) بنت رافع بن معاوية بن عبيد بن ثعلبة الخدرية الخزرجية حين احتمل سعد على نعشه تندبه:
ويل أم سعد سعدا * صرامة وحدا وسؤددا ومجدا * وفارسا معدا سد به مسدا * يقدها ما قدا قال: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد بن معاد " قلت: كانت وفاته بعد انصراف الأحزاب بنحو من خمس وعشرين ليلة، إذ كان قدوم الأحزاب في شوال سنة خمس .